فارس الوقيان يينتقد غياب جمعية حقوق الإنسان فى الكويت عن الأحداث غير الإنسانية التى وقعت مؤخرا وأن المنتمين إليها دخلوها من باب'البرستيج' وغير معنيين بحقوق الإنسان

زاوية الكتاب

كتب 641 مشاهدات 0


حرق الأجيال فى جمعية حقوق الإنسان! فارس الوقيان ليس هناك دولة في العالم يمكنها الاستغناء عن دور جمعية كبرى عملاقة كجمعية حقوق الانسان، بما فيها بلدان الديموقراطيات العريقة، فما بالك ببلدان المنطقة العربية ومن ضمنها الكويت، فمثلما هناك اناس احرار يولون الإنسان الاهتمام الذي يستحقه، هناك اناس اشرار ليس في قلوبهم رحمة وليس في قواميسهم تسامح وإخاء، هم متخصصون في اهانة الانسان وسحق كرامته، مع وجودهم في دولة قانون ونظام ديموقراطي، من هذا المنطق الوجودي تنبع ضرورة وجود مؤسسات مجتمع مدني كالنقابات والجمعيات وجماعات الضغط، تحمي الإنسان من التعسف الواقع عليه، وتحافظ على حقوقه وكرامته الآدمية. يقع في المغلوط من يتخيل وجود مدينة فاضلة على ارض المعمورة ليس فيها اشرار أو ظالمون، فالتاريخ البشري يقوم على صراع أبدي بين انصار الخير وأنصار الشر، مهما تباينت طبيعة الانظمة والايديولوجيات فيه، ففي الوقت الراهن من واشنطن وباريس وحتى موزمبيق وغينيا بيساو وأقصى الشرق يعيش العالم مخاض هذه الجدلية التي حكمت التاريخ، والكويت ليست استثناء من ذلك، ففي الأيام والأسابيع الفائتة شهدت احداث «بدون» مضربين في سجن الإبعاد، وآخرين طردوا من العمل في وزارة المواصلات على شكل هدية رمضانية بشعة، ناهيك بظروف العمالة البائسة في الشركات الخاصة التي تعاني الأمرَّين في رواتبها الزهيدة، وسكنها المتهالك وضغوطاتها النفسية. ولكن ما هو لافت للنظر وجدير بالاستغراب، ان مؤسسات المجتمع المدني في الكويت وعلى رأسها جمعية حقوق الانسان، مازالت في جهودها وأنشطتها تحت مستوى تلك الأحداث غير الانسانية التي تمر من وقت إلى آخر المتمثلة في الاستنكارات اليتيمة التي تصدرها بخصوص الاحداث التي تمس حقوق الانسان، وتظهر بصورة انتقائية لا تغني ولا تسمن من جوع، كما انها اشبه بذر الرماد في العيون، كما ان ادارة الجمعية الأولى المهتمة بحقوق الانسان لم تنجح حتى هذا الوقت في اقناع الناس بمدى اهميتها كملجأ يلوذ به ضحايا حقوق الانسان، فلا احد تقريبا يعرف عنوانها، كما ان ارقام هواتفها مجهولة لدى كل الناس. حال المعنيين في الشأن الانساني في الجمعية كمن ينظر إلى الاوضاع العامة عبر ثقب الباب. يبدو ان أغلبيتهم أرادوا الانضمام إليها من باب إثراء السيرة الذاتية لا اكثر، أو الحصول على «بريستيج» اجتماعي، مع معرفتي ببعض اعضائها واقتناعي بإيمانهم الانساني العميق جدا، انهم اشبه بالمحبوسين بين جدران مؤسسة تقوم على المركزية والبيروقراطية والاحتكار، فالشرائح الشبابية فيها ليس لها دور بتاتا، اللهم في الانتخابات لحظة الاقتراع، ولو اطلقت أيديهم وأفكارهم الابداعية والميدانية لكان للجمعية شأن آخر يشار إليه بالبنان. على الإخوة في الجمعية فَهْمُ رأي الشارع فيهم بشفافية مفرطة من دون زعل او تذمر، فالكويتيون كافة فرحوا بانطلاقة الجمعية، الا انها خيبت آمالهم بآلية عملها وتقاعسها ونخبويتها، فيمكن اللعب في مجالات اخرى الا في المجال العملاق المختص بسلامة فكر الانسان والدفاع عن كرامته وحقوقه، فنحن نسمع عن مشاريع انسانية كبرى تقام في دول مجاورة كبرامج حقوق الانسان عن بعد، وشباب من اجل حقوق الانسان، وتنمية مهارات حقوق الانسان وغيرها الا في جمعية حقوق الانسان الكويتية، فلا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا، بل نرى كبتا لطاقات شبابية كويتية تعاني وصاية المؤسسين الكبار، مع احترامنا لهم ولتاريخهم الكبير الذي لم يعد يتناسب مع عصر اليوم.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك