حسن علي كرم يثمن ميقال عن رفض رئيس الحكومة اي تدخلات او فرض اسماء في سد الشواغر لتفادى ويتمنى صمود الحكومة في وجه الاعاصير والرياح التي ستهب عليها من مجلس الامة
زاوية الكتابكتب سبتمبر 18, 2007, 12:32 ص 506 مشاهدات 0
رئيس الوزراء ورهان الفرصة الأخيرة
حسن علي كرم
إذا صح حسب ما نقلت بعض الصحف عن مصادر رفيعة واكدت ان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ
ناصر المحمد الاحمد الصباح سيرفض اي تدخلات او فرض اسماء في سد الشواغر في الحكومة،
مضيفة ان هذا التوجه يضع حدا لكل ما تردد واشيع خلال الايام القليلة الماضية عن
تمرير اسماء محددة لان الهدف ـ حسب المصادر ـ من هذا الترويج واضح. نقول اذا صح هذا
التوجه لدى سمو رئيس الوزراء فان سموه قد اختار الآن الطريق الصحيح، بعد تجربة
اعتقد انها كافية على سموه لان يختار الطريق الوزاري حسب قناعاته وحسب رؤاه وحسب
البرنامج الوزاري الذي يفترض معه لانطلاقة الحكومة للمرحلة المقبلة.
اختيار الوزراء يتم دستوريا بين حضرة صاحب السمو الامير حفظه الله وسمو رئيس
الوزراء، وبالتالي فاي تدخل من اطراف اخرى هو تدخل خارج عن النصوص الدستورية.
لقد جرب الشيخ ناصر خلال فترة قصيرة هي اقل من سنتين ثلاث وزارات، وقد كانت خياراته
فيها محدودة، وقد ربح من التجربة لكن خسائره كانت اكثر، فحكوماته الثلاث انتاجيتها
كانت قليلة بل لا ازعم أن خطط التنمية قد توقفت. والدولة في حالة الركود..
واقتصادنا في حالة الهروب والهجرة الى بيئات قريبة توافرت فيها شروط البيئة
الاقتصادية والاستثمارية السليمة والجاذبة بينما نردد هنا اننا بصدد جعل الكويت
مركزا ماليا والشيخ ناصر لم تكن حكوماته مستقرة فالتجاذبات والصراعات انهكت قدراتها
وكانت ثالثة الاثافي هي الاستجوابات البرلمانية التي تسببت في خروج ثلاثة وزراء من
أكفأ الوزراء وهم وزير الاعلام السابق محمد السنعوسي والشيخ احمد العبد الله
والدكتورة معصومة المبارك، وهذا في ظني امر طبيعي في وزارة كانت خيارات رئيسها فيها
محدودة، ووزراء لم تتوافر بينهم شروط التضامن والانسجام، ان اية تشكيلة وزارية
لاتظهر على وزرائها صورة التضامن والانسجام، واية تشكيلة وزارية لا يكون لرئيسها
اليد الأولى في اختيار وتمديد وزرائها وأية تشكيلة وزارية بلا رؤية سياسية او
برنامج عمل تنموي من المؤكد ان هذه التشكيلة فاشلة، وساقطة في اول امتحان سياسي
يواجهها.
ان الشيخ ناصر امامه تجربة سياسية رائعة وعليه وهو ينشغل في ملء شواغر حكومته ان
يتوغل الى اعماق نفسه. وان تكون خياراته في ملء الشواغر وفقا لقناعاته ووفقا لرؤاه
السياسية ووفقا لبرنامجه التنموي لا سيما ان الخيارات امامه واسعة والفرصة رغم
تضاؤلها مازالت متاحة.
ان المرحلة المقبلة وهي مرحلة حساسة يكتنفها الكثير من الغموض وربما المفاجآت ولعل
من اكبر التحديات هو صمود الحكومة في وجه الاعاصير والرياح التي ستهب عليها من مجلس
الامة، ذلك ان في داخل مجلس الامة من يحاول متعمدا تكدير الاجواء وافساد العلاقة
مابين السلطتين ربما بهدف تبكير الحل الدستوري للمجلس والدعوة لانتخابات جديدة وفقا
للتوزيعة الجديدة، وربما بهدف ضرب الديموقراطية برمتها وربما لضرب المجتمع وتفتيت
نسيجه الاجتماعي.
ان الفترة الراهنة فترة عصيبة وعصية على الكويت، ولعل اختيار الوزراء الذين تتوافر
فيهم شروط الكفاءة وشروط رجل الدولة هو ماينبغي ان يكون واردا في ذهن سمو رئيس
الوزراء.. فالحكومة الحالية رغم الشواغر لكنها تحتاج الى غربلة والى اعادة ترتيب
وتدوير وخروج الوزراء غير المنتجين.
ان تجربة الشيخ ناصر الماضية ربما قد اوصلته الى القناعة الخاصة بتجاوز مرحلة
المجاملة وترضية هذا الطرف او ذاك وان يبقى الخيار الاول والاخير له، فالمرحلة
مرحلة التحدي الشديد، والفرصة التي ربما قد لا تتكرر.
الوطن
تعليقات