علي ألبغلي لا يرى غرابة في رفض اي شخص يحترم نفسه قبول المنصب الوزاري في الكويت وصعوبة مهمة البحث عن وزراء

زاوية الكتاب

كتب 504 مشاهدات 0


يحدث في الكويت فقط! كان الله في عون سمو رئيس مجلس الوزراء في مهمته الشاقة في العثور على وزراء لملء الكراسي الوزارية التي شغرت بفضل مسلسل 'الازمات التي تلد اخرى'.. وهو مسلسل كويتي برع البعض في اداء ادواره فيه.. ومل منه معظم مشاهديه وبالاخص من المواطنين الذين تردت الخدمات المقدمة لهم واهترأت البنية التحتية، وتوقفت التنمية، وطفشت الشركات العالمية.. ولكن لا حياة لمن تنادي، فاعضاء المجلس انشغلوا بزلة لسان وزير، وحريق لتماس كهربائي، ووزير قصقص اجنحة اعضاء حزب اصولي متزمت ... الخ. اخيرا اصبح منصب الوزير اللامع منصبا طاردا بجدارة، فاذا ما سقطت ذبابة في استكانة شاي احد المراجعين او احد الموظفين فالوزير هو المسؤول! واذا عطل حمام في احدى الوزارات، فالوزير هو المسؤول، وقد كرس اعضاء مجلس الامة تلك النظرة عن مسؤولية الوزير عن كل شاردة وواردة في وزارته، مع ان مسؤولية الوزير هي مسؤولية سياسية بالدرجة الاولى، والصحافة ايضا كرست تلك الفكرة، خذوا مثلا زميلنا النشط الفاضل احمد شمس الدين في صفحة 'الباب المفتوح' عن شكاوى القراء التي يرجعها بصورة كبيرة للوزير او الوزيرة! بعض الوزراء انفسهم ايضا شجعوا على تعميم تلك النظرة الخاطئة، ففي الاعتصام والاضراب الذي قام به موظفو وموظفات قصر العدل (الاعتصامات والاضرابات اصبحت موضة وعلاجا فعالا لحل المشاكل.. ولتذهب مصالح الناس إلى الجحيم) رأينا وزير العدل والاوقاف يأتي من مجمع الوزارات الى قصر العدل لكي يدعو للموظفين بالهداية والرجوع الى عملهم وتلبية مطالبهم! وهو امر ليس بيده للاسف، ولكن بيد مجلس الخدمة المدنية واجهزة بيروقراطية اخرى ومخصصات مالية اضافية يجب اجازتها من مجلس الامة... الخ. لذلك لم استغرب الحادثة التي نشرتها الصحف الاسبوع الماضي عن ولي امر احد الطلبة الذي احدث ضجة وشوشرة كبيرتين عند مكتب وزير التربية.. والسبب يرجع الى ان ناظر او ناظرة المدرسة لم تقبل تغيير صف ابنه! المواطن 'سوبر مدلل' اختصر الطريق للمنطقة التعليمية، ولمديري الادارات وللوكلاء المساعدين ولوكيل الوزارة بالاتجاه رأسا الى وزيرة التربية ووزيرة التعليم العالي.. وهذا امر لا يحدث في هذا العالم الا في الكويت فقط! وبالتالي يجب علينا الا نستغرب ان يرفض اي شخص يحترم نفسه قبول المنصب الوزاري في الكويت! ..ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. علي أحمد البغلي
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك