موضي الحمود تشجع على نقد أى عمل فنى عبر الفضائيات والصحف وتحذر من اللجوء لمقص الرقيب الذى سيهدد آخر مساحة مازلنا نتباهى بها، وهي مساحة التعبير الفني

زاوية الكتاب

كتب 511 مشاهدات 0


عندما تضيق سماء الإعلام الكويتي د. موضي عبد العزيز الحمود إن نقد العمل وتسليط الضوء على أهدافه ومناقشة جودته ومحاكمة أداء العاملين فيه علناً في المحطات الأخرى والصحف، هو ما يجب أن يشترك الجميع فيه ويحرصوا على تشجيعه حتى نستطيع فرز الأعمال والدفع بالجيد منها وتقدير معديها، ونبذ السيئ والمسيء من دون حكم ومحاكمة ومن دون استقواء بالرقيب الرسمي ومقصه. تتزاحم المحطات الفضائية التلفزيونية في الفضاء الإعلامي الرحب حتى يعجز المرء عن متابعة أسمائها، ناهيك عن معرفة أو متابعة ما تبثه طوال ساعات بثها الممتدة، وهذه المحطات تجد في الشهر الفضيل والتفاف المشاهدين حول شاشاتها فرصة سانحة لعرض كثير من الأعمال الفنية التراثية والاجتماعية والفكاهية، احتلت الأعمال الفنية الكويتية منها نصيب الأسد، وامتدت على شاشات المحطات الخليجية والعربية، وهو أمر أصبح يعكس القدرات الفنية المتصاعدة للطواقم الفنية الكويتية الحديثة، ويعكس كذلك الحرية الفكرية النسبية للكتاب والمعدين والمنتجين من شباب الكويت. ومع هذه الأعمال تتجدد سنوياً مجموعة من المواهب الشابة من ممثلين وفنيين إلى جانب عدد من المخضرمين المتميزين في أعمالهم، هذا الأمر يجب أن ننظر إليه بكثير من الإيجابية والتشجيع وإن اختلفنا في تقييمنا لجودة هذه الأعمال وقدرتها وأسلوبها في عرض مشاكل المجتمع وتناولها والتصدي للظواهر السلبية فيه. لقد ازدادت في الآونة الأخيرة نغمة التذمر والتململ من بعض هذه الأعمال، واتسعت دائرة معارضتها من مجرد الانصراف عن مشاهدتها إلى مهاجمتها في الصحف وإلى دعوة الرقيب الرسمي إلى التصدي لها، فشهدنا في رمضان الماضي المعارضة لمسلسل «خالد بن الوليد» ومسلسل «حور العين»، وفي هذه السنة تجددت المعارضة لمسلسل «للخطايا ثمن» ثم امتدت إلى «الوزيرة» و «عرس الدم» ... ولا أعلم من ستشمل في المرات القادمة، ولكنه، في رأيي، منعطف خطير لا أعتقد أن آثاره ستمتد فقط إلى هذا المسلسل أو ذاك، فمقص الرقيب وحلقة الرقابة الرسمية لن تقف أمام عمل واحد، ولن تهدد ما ندعوها اليوم إلى الحجر عليه، ولكن بالطبع سيمتد نطاقها إلى جميع الأعمال وتحت مبررات وذرائع شتى لتخنق ما تختلف معه أو يختلف معه أصحاب الحناجر المرتفعة تحت شتى الذرائع والمبررات. إن نقد العمل وتسليط الضوء على أهدافه ومناقشة جودته ومحاكمة أداء العاملين فيه علناً في المحطات الأخرى وعلى صفحات الصحف والمطبوعات هو المطلوب، وهو الأمر الذي يوضح للمشاهدين مساوئه ومحاسن الأعمال المنافسة له، وهو ما يجب أن يشترك الجميع فيه ويحرصوا على تشجيعه حتى نستطيع فرز الأعمال والدفع بالجيد منها وتقدير معديها، ونبذ السيئ والمسيء من دون حكم ومحاكمة ومن دون استقواء بالرقيب الرسمي ومقصه. ذلك الرقيب الذي لن يتردد في توسيع دائرة ممنوعاته - إن وجد من يهلل له ويرحب به - ليقضي على آخر مساحة مازلنا نتباهى بها، وهي مساحة التعبير الفني سواء أكان المسموع منه أم المرئي، ولنفكر بمنطق النقد لا بمنطق المنع لمصلحة الجميع ولمصلحة إعلام خاص مسؤول وحر قد بُحَّت حناجرنا من المطالبة به والدفاع عن حقه في الوجود والتطور، ليعكس وجه الكويت المشرق والمنفتح.
الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك