يوسف الشهاب يشبه الحشد الشعبي الذي يسعى له نواب الاستجوابات أشبه بالحشد الذي يمارسه مطرب السهرة لتسويق أغانيه بالموسيقى والردح!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 3, 2009, منتصف الليل 856 مشاهدات 0
شرباكة
يا نائبنا يا مدرسة.. استجوابك بربسه!
كتب يوسف الشهاب :
القناعة لدى عامة المواطنين.. ان اي استجواب من اي نائب لاي وزير أو رئيس الوزراء لا يأتي الا وفق قناعة النائب وتصوراته واجتهاداته ونظرته العادلة من اجل اصلاح الاعوجاج وتقويم مسار الخطأ، هذا هو العرف السائد في الاذهان وهو عرف يختلف عن دوافع استجوابات هذا الزمان، التي تأتي لتصفية حسابات أو محاولات تهدف لاقالة الوزير أو سعي النائب لايجاد اضواء اعلامية حوله وكلها أبعدت مفهوم الاستجواب، كما نص عليه الدستور من حق للنائب بعد ان صار هذا الحق اشبه بطائر الصقر، يسعى نواب المزايدات - القنص - فيه حتى وان كان هذا النائب لا يعرف طريق القناص.
النائب قبل تقديم الاستجواب يسعى جاهدا وبالوسائل المتاحة وغير المتاحة والمشروعة والممنوعة الى ايجاد كل ما يريد ان يتضمنه هذا الاستجواب حتى وان كان على حساب بنك أو شركة أو حتى سمعة افراد ومناصبهم الوظيفية، وكلها طرق يعرف النائب الوصول اليها في سبيل تدعيم الاستجواب بمحاور قوية قد تدين الوزير وهذا ايضا لا خلاف عليه، رغم الاعتراض الكبير طولا وعرضا على بعض الممارسات غير المشروعة، التي يسلكها بعض النواب للحصول على معلومات تضاف الى محاور الاستجواب، لكن الاهم في ذلك كله مرحلة ما بعد تقديم هذا الاستجواب، اذ يفترض في النائب بعد ذلك ان ينصرف الى امور اخرى تنفع الوطن والمواطن، حتى يأتي يوم الاستجواب ليقول فيه ما يشاء ويرد الوزير كما يشاء ايضا، هذا الوضع لا نراه من نواب الاستجوابات هذه الايام، فهم بارك الله فيهم وهداهم الى الصواب، لايكادون يقدمون الاستجواب حتى يذهبوا لعقد ندوات في دواوينهم أو المشاركة في ندوات اخرى يحاولون فيها كسب التأييد لمواقفهم، ويحاولون القاء الاتهامات على الوزير وتجاوزاته وعدم قدرته على ادارة وزارته والى ما هنالك من طروحات يسعون الى اقناع الحضور بها كسبا للاستجواب دون غيره، حتى وان كان فاشلا وخاليا من كل محاور يمكن الاخذ فيها.
مثل هذا التسويق الفاشل لبضاعة الاستجواب أصبح مكشوفا ولا يحتاج الى جهد لمعرفة دوافعه – فالنائب قد شعر بأن استجوابه لم يجد أرضية شعبية يقف عليها وتصفق له، ولذلك فانه يريد حشد أكبر قدر من المؤيدين لموقفه ومن أجل ذلك تراه ملبيا لكل دعوة الى ندوة خارجية أو في ديوانه لعله ينجح في تحقيق ما يريد.
تسويق بضاعة الاستجواب بهذه الصورة التي نراها هي فاشلة، خاصة ان النائب ينتهز فرصة سكوت الوزير عن الرد عليه بالدواوين كما يفعل، ولذلك فإن هذا النائب يرى ان الساحة أمامه سالكة ليقول ما يريد من كلام – خرطي في خرطي – لعله يصل الى غايته في اقناع حضور الندوة بصواب موقفه، وقد ينجح في ذلك عند البعض الذين سرعان ما ينحرفون وراء الكلام المصفوف والمنمق، حتى من دون السماح الى الطرف الآخر لكن البعض الآخر وهم الأكثر فطنة يدركون دوافع هذا النائب ويعرفون غاياته وهم لذلك لا يحكمون إلا بعد المداولة التي تأتي بعد مناقشة الاستجواب لأنهم على قناعة بأن هذا النائب يريد بيع الماء في حارة السقايين، أو أنه يريد بيع الخبز على الخبازين. وهم يعلنونها بصراحة، شوف ناس غير اضحك عليهم.. لأن دوافعك خبزناها وأرحنا منها، الله يريحك بالعافية.
* * *
• نغزة
الحشد الشعبي الذي يسعى له نواب الاستجوابات أشبه بالحشد الذي يمارسه مطرب السهرة لتسويق أغانيه بالموسيقى والردح من أجل كسب حضور الصالة إليه، وهو كما جمهور مدرجات الكرة، ويا نائب يا هندسة استجوابك فاشل وبربسة.
.. طال عمرك.
يوسف الشهاب
تعليقات