فصيلة الذكور في مجتمعاتنا تسود بينها ثقافات خاطئة بعيدة عن روح الشريعة والدستور والقانون، دائما ينظرون للأنثى أيا كان مقامها نظرة استخفاف لآرائها.. رأي هيام الجاسم

زاوية الكتاب

كتب 816 مشاهدات 0


وضاع رشد النساء بين الرجال..!

هيام الجاسم

الرشد نقيض الغي والضلال، والراشد من أصاب وجه الأمر والطريق ونقول استرشدت لأمري أي اهتديت إليه، نحن دوما في مجمل تعدادنا للمراحل العمرية فإننا نعدد حتى نصل إلى «مرحلة سن الرشد» وهي التي ينبني عليها شرعا وقانونا تسلم الراشد زمام أموره، في امتلاك الأهلية التامة والكاملة في التصرف بأمواله مثالا لا حصرا، عزيزي القارئ هذا الرشد في كل شيء هو سيان متساو مكفول للراشدة والراشد، هذا ما تقرره الشريعة وأيضا القانون.. تأصيل طيب وجميل ذاك التقنين الذي يحفظ للكيانين حقوقهما المترتبة على رشديهما، نحتاج الى أن ننظر إلى واقع الحال الذي نلمسه عن قرب عند الجانب الذي دائما تلوك الألسن أنه الأضعف والأقل حيلة والأهون مقاما في الشأن عند أصحاب القرار! ألا وهو المرأة طبعا وبلا أدنى شك.. في تجوال متواضع بين واقع الأسر والعائلات يشتد حزنك للاحتقار عظيم الشأن الذي يمارسه كثير من الرجال في نظرتهم الدونية للمرأة والخالية تماما من الاحترام والتقدير لرشدها، الآباء والإخوان والأزواج وحتى الأولاد، فصيلة الذكور في مجتمعاتنا تسود بينها ثقافات خاطئة بعيدة عن روح الشريعة والدستور والقانون، دائما ينظرون للأنثى أيا كان مقامها نظرة استخفاف لآرائها، لقراراتها، دائما يلاحقونها بنظرات التحقير والتحبيط والتسطيح لفكرها، لسان مقالهم وحالهم «هاذي! شفهّمها! سكتي ما تعرفين شيء! إنتي ما تطلعين للدواوين! انتي اشدرّاج احنا نروح ونطلع! انتي قاعدة في البيت مهما طلعتي ما تعرفين الناس!» عزيزي القارئ أليس هذا هو الواقع في مجتمعنا في كثير من البيوت ولا أدّعي الكل والجميع ؟! يؤسفنا حقا أن هذه هي نظرة الرجال للنساء يهينون المرأة التي يتشدقون بها أنها أخت الرجال ويتباكون على نصف المجتمع وما هي في قرارة أنفسهم بشيء! عزيزي القارئ لسنا بحاجة إلى أن نبرهن على أن الشريعة ثم الدستور والقانون قد أقروا لها بالرشد سواء بسواء مع الرجل.. المرأة لها ما يحق لإخوانها وأبيها وزوجها إلا فيما استثنته شريعتنا من أحكام خاصة للنساء دون الرجال وللرجال دون النساء، ليس عن هذا نكتب وإنما نحن نسلط الضوء على ذاك التسفيه السخيف لعقل المرأة، هل هي مطالبة بأن ترتاد الدواوين وأماكن تجمع الرجال حتى تكون خبيرة وضليعة في الحياة والمجتمع؟! حتى يتم تسفيهها بهذه الأسلوب السّمج في الأسر والعائلات؟! أصدقك القول عزيزي القارئ أن المرأة أيضا هي من ساهمت مع الرجل في التحقير من شأنها، فكثيرات لا تحسن الحديث الا في أمور الطبخ، وأخريات لا اهتمام لهن الا في أصباغ الماكياج وغيرهن لا يتداولن بينهن سوى كتب تفسير الأحلام فضلا عن الاستماتة في قراءة روايات الحب والغرام! بل وأكتبها صراحة كثيرات من النساء دوما تردد وأمام المجتمع النسوي قائلة بفخر واعتزاز «الرجال أفهم منّا وأعرف منّا وأشطر منّا تصرفا»! ثم تأتي هؤلاء النسوة يتباكين على احتقار الرجال لهن في البيوت! وهوان قدرها عندهم! أنا أوقن تمام الإيقان أن الأصل في المرأة أنها راشدة في أمورها، قراراتها بيدها، هي من تملك الذمة المالية في مادياتها، هي من توافق على خطبة هذا الرجل أو ذاك لها، هي من تقرر لنفسها تريد الوظيفة تلك أو غيرها، كثير وكثير جدا من النساء يمتلكن ذكاء اجتماعيا وانفعاليا يمكن للواحدة منهن أن تدير ما يعجز كثير من الرجال عن إدارته وإلا لما ساواها رب العباد بالرجل في الأهلية والعقل والتكليف والمسؤولية أمام التشريع وحتى في العقوبات المترتبة على الجرائم المرتكبة فالمرأة والرجل سيان في الجنايات وعقوباتها.. عزيزي القارئ إن في البيوت آباء يعضلون بناتهم استحواذا على رواتبهن، إن في البيوت آباء يجبرون فتياتهم على وظيفة معلمة لأن الراتب سقفه عال، إن في البيوت أزواجا يضربون زوجاتهم نهارا ثم هم يقضون وطرهم منهن ليلا، إن في البيوت آباء يأخذون مهور بناتهم لهم، هم من لعبوا لعبتهم في إضعاف المرأة ليستفيدوا منها جهارا عيانا وإذا اشتكت الفتاة واعترضت صرخوا بها «عيب يا بنت هذا أبوج! عيب يا مرة هذا زوجج!» أبدا أبدا إن الرشد والحكمة أمرهما سواء بسواء عند الرجل والمرأة..عزيزي القارئ عن هذه الثقافات السائدة خطأ نريد دعاة تحرير المرأة أن يحرروا النساء منها،من الرجال المستفيدين الأوائل من ضعف النساء في البيوت ليحظوا بمكتسبات عدة هم أدرى بها ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم!

 

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك