فيصل الزامل يكتب عن ثلاثة أطراف تحرك المشهد السياسي الحالي: الحكومة..والمجلس الذي يراهن على الحل غير الدستوري، ..وافتتاحيات الصحف

زاوية الكتاب

كتب 1104 مشاهدات 0




 
 
ثلاثة أطراف تحرك المشهد السياسي الحالي

الاثنين 30 نوفمبر 2009 - الأنباء
 

 

المشهد السياسي الحالي في الكويت من الناحية الاعلامية عجيب غريب، النظام يعلن تمسكه باستمرار الحياة النيابية ويتقبل الدخول في «استجوابات الجملة»، «الطرف الثاني» الذي يراهن على الحل غير الدستوري، ويدفع اليه عبر مسلسل التأجيج المنظم كمخرج له من أزمته الشخصية، هذا الطرف في حالة هيجان، بالنظر الى احتمال فشل مخططه، «الثالث» هو تلك الافتتاحيات الصحافية التي تحث على اتخاذ إجراء جوهري للخروج من الازمة، ولا معنى لعبارتها هذه في ظروفنا الحالية إلا الدعوة الى «حل للمراجعة» لمدة زمنية محددة يتم فيها تقييم المسيرة، بالنظر الى وجود قناعة عامة بأن حلا لمدة شهرين، المتكرر، غير ذي جدوى، وهذا الحث «الصحافي» مبطن بعبارة «..وسنكون أول من يعارضكم إذا اتخذتم هذا الاجراء، ولكن عليكم ان تقدموا عليه فورا»، وأهل الفنون التشكيلية يسمون فرعا من اعمالهم «فن اللامعقول»، وأظننا قد وصلنا الى هذه الحالة من جانب بعض اللاعبين في المسرح السياسي الكويتي.
نعم، نحن نواجــه حالة نفسيــــة لا ينفع معها التحليل السياسي بقدر ما تحتاج الى معالج نفسي، ولهذا فقد تلقى اناس بارتياح بالغ ما نشر الاسبوع الماضي: «أكدت الحكومة استمرارية العمل ببرنامجها وبالخطة الخمسية دون ارتبـــاط ذلك التنفيذ بالاستجوابات».

يا سادة ويا سيدات.. يا كرام، الوضع الاقتصادي في البلاد في احسن احواله من ناحية قدرات الدولة، وأما من ناحية أحوال الناس فهو في أسوأ حال، فقد تسبب غياب المشاريع في إبطاء الدورة الاقتصادية وأدى تذبذب القرارات الى إفلاس الافراد والشركات على حد سواء، خراب بيوت بمعنى الكلمة «يعني ناس باعت بيوتها فعلا، حتى تسدد ديونها»، أنين في الصدور وفشل في توفير أبسط الخدمات لا بسبب قلة ما في يد الدولة بقدر ما هو الشلل السياسي المتعمد.

أي وزير يستطيع أن يخدم وطنه وهو في هذا الحال؟!

وأي وكلاء ينفعوننا إذا كان قائدهم شارد الذهن، مشغولا بمشاجرات لا تنتهي مع شخصين، يتبعهما عشرة لا يملكون من أمرهم شيئا، لان أحدا ما أفهمهم ان البقاء في الملعب السياسي يتطلب ان تقول ما لا تقصد وأن تتحرك بعكس قناعاتك، ولا أستطيع لوم هؤلاء لحداثة معظمهم بالعمل السياسي بقدر ما أتعجب من صحف تدفع باتجاه «اتخاذ إجراء جوهري»، ثم تلمح «علما بأننا سنكون أول من يعارضه».

إذا كان هناك من يعرف اسما آخر غير «العبث» لما يفعله هؤلاء، أرجو ان يعلمني به، مشكورا.


 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك