إذا كنت محظوظاً ونشرت لك جريدة ((الآن)) مقالاً فسيكون يومك (كرنفال) من الشتائم!..فهيد البصيري يؤكد لـ (بن طفلة) إن الكُتاب والمثقفين لم ينسوا الجاسم

زاوية الكتاب

كتب 2615 مشاهدات 0





(الميزان) في يد العدالة!
 
كل عام وأنتم والخرفان بخير، فقد كتب الله للخرفان عمراً جديداً هذا العام بعد أن أبعدتني الأزمة المالية العالمية وارتفاع الأسعار عن (صفاة الأغنام)، فحتى الخرفان استفادت من العولمة فقد انتقلت رؤوس الأموال من الخليج لتطيح برؤوس الخرفان في بلاد ما وراء النهرين، وبلاد السند والهند، ونقول للحجاج حج مبرور وذنب مغفور لكم وللأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم أيضاً.

وأتمنى ونحن في العيد، أن يكون الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم قد خرج من حجزه، وأن يقرأ هذه السطور وهو يرفل بثياب العيد والعافية بين أهله وأحبابه، وأتمني ألا يعتقد أننا ككتاب ومثقفين قد نسيناه كما يتهمنا الدكتور سعد بن طفلة حفظه الله، فقضيته قضيتنا، وحريته تهمنا، وبقاؤه رهين المحبسين (النيابة والمباحث) يقلقنا. ورغم أنني أختلف معه في الأسلوب وطريقة المعالجة، إلا انني متضامن معه حتى (النخينخاع).

ويجب أن نجد العذر لمن لم يكتب في هذا الشأن، فعندما تضيع الحقيقة فذلك من حسن حظ الباطل، وعندما تكثر الآراء تضعف الهمم! وعندما تستمع إلى ألف محطة ومحطة فضائية فإنك ستجد الحقيقة ولكنها (المرة)، وعندما يكون الميزان في يد العدالة فليس أمامنا إلا الرضا بقضاء الكويت وقدره.

والحقيقة أنني لم أتابع الندوة التي تسببت في المشكلة إياها، واستعنت بالله ثم (بالجوجل)، ولم أر في ما وجدت عن تلك الندوة ما يدعو لمثل هذا الاجراء القانوني! واسمحوا لي أن أظهر بعضاً من مهاراتي في القانون، خصوصاً وأن «أبو القانون» الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم قد وكل لنفسه محامياً، وترك الساحة لي ولأمثالي من (المتقوقنين) نسبة للقانون، فبحسب علمي المتواضع، والله أعلم (والنيابة أبخص) أن قضية السب والقذف لا تستحق كل هذه المدة في الحجز، خصوصاً وأن الأحكام التي تتعلق بقضايا السب والقذف ليست مغلظة بل درجت على أن تكون خفيفة، ومع ذلك لا يوجد كويتي واحد لم يتعرض للسب أو القذف في هذه الأيام التي تتسع فيها الحرية لدرجة الضرب كما حصل للزميل زايد الزيد! ولا يمر يوم دون أن نسمع شتيمة عطرة من هنا، وسبة حلوة من هناك، وقذف جميل من هذا الكاتب، وحذف أجمل من ذاك النائب، بل إذا كنت محظوظاً ونشرت لك جريدة الالكترونية مقالاً فسيكون يومك (كرنفال) من الشتائم، فالقراء هناك لهم طقوس غريبة وممتعة في إبداء إعجابهم، ولا يستثنون أحداً ولو كان صاحب الجريدة ومحررها، ولولا همة العاملين في الجريدة لقرأت تعليقات أكثر حرارة و(عاصفة)! ومع ذلك لم يتوقف العالم، ولم تتوقف «ناسا» عن أبحاث الفضاء، وكما ترون فالأمور من أحسن إلى (أنحس)!

أما بالنسبة للكفالة (الألفية)، فإنني أعتقد أن شخصاً بمثل قامة الاستاذ محمد عبدالقادر الجاسم (عجل الله فرجه)، لا يمكن لأحد أن يقلل من شأنه فهو معروف شخصياً لدينا، ويمكن وبحسب القانون، أن يخرج بكفالة نفسه، زد على ذلك أنه شخصية مشهورة جداً، فأنا أشاهده كل يوم في الجرائد، وفي أسوأ الاحتمالات، يمكن التعرف عليه بسهولة، فإذا عرفنا أنه ثقيل الوزن ولن يفكر في الهرب، فما هو الداعي لهذا المبلغ الكبير للكفالة؟ وأنا في كل الأحوال متفق معه من حيث المبدأ ومن حيث المبلغ، فالسجن أرحم من دفعه.

وأقول للدكتور سعد اننا وإن اختلفنا أو اتفقنا مع الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم وغيره من الكتاب والسياسيين، إلا أننا نقف معه من حيث المبدأ ونناشد بإطلاق سراحه فوراً، فنحن أولى بهذه المطالبة من منظمة «هيومن رايت»، ونحن نشاركك قلقك على الحريات ومهنية تطبيق القانون، وأخشى أن يأتي يوم، يشاهد فيه أحدنا رجلاً يُجلد في الشارع فيسأل صديقه عن السبب فيرد عليه صديقه بكل عفوية وبلادة قائلاً: (الشيوخ أبخص!).

فهيد البصيري

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك