مرزوق الحربى يرى أن الدراما الكويتية تقدم صورة سلبية وركيكة وتجارية وتصور النماذج السيئة في المجتمع
زاوية الكتابكتب سبتمبر 14, 2007, 12:23 م 460 مشاهدات 0
خطايا مسلسلاتنا الرمضانية ثمنها مكلف
مرزوق فليج الحربي
في كراكتير رمضاني في أحد الصحف الخليجية يبدو فيه الشيطان بلونه الأحمر وبقرونه
وذيله وهو حامل بقشه على كتفه ويقف بجانب التلفزيون ويخاطبه بقوله أنا عندي إجازة
شهر، فما أوصيك؟
مع تحفظنا على تصوير الشيطان بهذه الصورة التي لم ترد في نصوصنا الإسلامية إلا اننا
لن نتحفظ على الرسالة في هذا الكراكتير فعلا أصبح التلفزيون في كثير من برامجه
برمضان هو الشغل الشاغل للناس وهو اللاعب الرئيسي حتى إنه في كثير من الأحيان يسرق
الأوقات والتي من المفترض على الإنسان المسلم الحرص عليها وعلى استغلالها بالطاعات
في هذا الشهر الكريم.
نعم هناك أعمال تلفزيونية جيدة وممتازة ومرجع للصائم وعون له في صيامه وتتعايش مع
الأجواء الروحانية التي يعيشها المسلم وفي مقابلها هناك كم هائل من الأعمال خاصة
الدرامية التي تلعب دورا سلبيا وتنوب عن الشيطان في غيابه.
وما يهمنا في الموضوع هو ما يعرض بقنواتنا وبإنتاج شركاتنا الفنية التي تقدم بدورها
أعمالا درامية تصبغ بالصبغة الكويتية.
والإعلام والفن رسالة والدراما الكويتية جزء من هذه الرسالة ومن المفترض أن تصل
لجمهور المشاهدين بشكل جيد وتقدم صورة إيجابية تتناسب مع روح الشهر الكريم ومتوافقة
مع قيمنا وأخلاقياتنا.
ولكن ما يحدث أن الدراما الكويتية تقدم صورة سلبية وركيكة وتجارية وتصور النماذج
السيئة في المجتمع من لبس سافر وفاضح أحياناً ومن علاقات قبل الزواج وشذوذ ومخدرات
وخلافات عائلية صارمة وجشع تجار وشقق مشبوهة وغيرها من الصور، والمشاهد العربي
الناظر لأعمالنا لا يجد ما يشرف، هل هذه هي رسالة الإعلام الكويتي للمشاهدين.
وربما يعود السبب الرئيسي في هذه الأعمال أن من يقوم بالإنتاج يغيب عندهم الحس
الوطني وينظرون للعمل الفني على أنه تجارة فضلا على الاستعجال في كتابة سيناريو
المسلسلات وهذه سمة غالبة للأعمال الرمضانية فيكثر فيها الخطأ ويتجانب الصواب مع
غياب الكتاب المحترفين الذين يزنون الأمر بميزان العقل والتروي ويقدمون نصوص جيدة.
كما أن هناك غيابا كبيرا للجانب الرقابي ممثلا في أعضاء مجلس الأمة ووزارة الإعلام
حيث تركوا الساحة فاضية لكل من هب ودب في تقديم صورة سلبية ومقززة للمجتمع الكويتي
ولا يوجد أي تشريعات قانونية واضحة تمنع هذه الأمور وكل الموجود هو ردات فعل فقط.
وإن كان مسلسل (للخطايا ثمن) والذي تناول زواج المتعة عند الاخوة الشيعة بطريقة
فيها الكثير من التجني وعدم المصداقية وتفاعل المجتمع مع هذه القضية إلى أن وصل
الأمر لمنعه من قبل رئيس مجلس الوزراء بضغوط من التكتل الشعبي وبسخط شعبي واضح.
إن كان هذا المسلسل أخذ حظه من ردات الفعل فهناك بعض الأعمال التلفزيونية يجب أن
تأخذ حظها من الشجب والاستنكار وردة الفعل لأن بعض شركات الإنتاج ومنذ سنوات وهي
تقدم أعمالا درامية تعطي انطباعات للمجتمع الكويتي مشوهة جدا ومازالت مستمرة من
منهجيتها.
ومن باب الإنصاف يجب أن نقف عند بعض المسلسلات التي غردت خارج سرب وقدمت صورة جميلة
ورائعة للمجتمع الكويتي القديم بأصالته وطيبة أهله وبمحافظتهم على القيم
والأخلاقيات وأبرزت صورة تدين المجتمع فكانت بحق تستحق الشكر والثناء والدعم.
الوطن
تعليقات