عماد بوخمسين يكتب أن المرحلة الكويتية الحالية لا تحتمل
زاوية الكتابكتب سبتمبر 11, 2007, 1:44 م 523 مشاهدات 0
الكويت وصلت إلى حالة لا تحتمل من السكون
عماد بوخمسين
ليست هي المرة الأولى التي يطلق فيها صاحب السمو أمير الوطن دعوته السلطتين
التشريعية والتنفيذية إلى التعاون لما فيه مصلحة الكويت. ولكنها المرة الأولى التي
يذكرّ فيها السلطتين بضرورة فهم التجارب الماضية ودروسها وكسب الوقت المتاح لتحقيق
هذا التعاون. وحسب فهمنا المتواضع فإن هذه قد تكون المرة الأخيرة التي يطلق فيها
الأمير الجليل دعوته في هذا الأمر الأساس لانطلاق عجلة التنمية والانتاج. ذلك أن
أمير الوطن ليس من خامة القادة الذين يعتبرون الارشاد مهمة وحيدة لهم، لأنه بطبعه
وبتكوينه السياسي رجل قرار قد يصبر كثيراً، ولكن للصبر أفقاً مسدوداً في نهاية
المطاف، وليس أفقاً مفتوح النهايات.
ولسنا بحاجة إلى قارئ كفء كي نفهم أن دعوة الأمير الجليل هي من الوضوح بحيث لا
تحتمل التفسيرات المتعددة، وبالتالي فان التجاوب معها هو السبيل الوحيد للاقتناع
بأن من يملك قراراً في هذه السلطة أو من يملك مفاتيح القبول في تلك قد حقق للأمير
الجليل ما يطلب وللشعب ما يتمنى. ومن الخطأ السياسي، أن يظن أحد أن إعلان النوايا
الحسنة سمة تكفي لتأكيد هذا التجاوب لأن مثل هذا الاعلان يشبه بيان براءة الذمة
وطنياً وتاريخياً ولكنه ليس كافياً لإطلاق البلاد من جمودها السياسي والاقتصادي
والاجتماعي.
إن أمام الكويت مرحلة مستحقة الحركة والانجاز وتجاوز الجمود المسيطر والمدمر، وليس
الوقت متاحاً أمامها قدر ما يظن البعض، أو قدر ما يخطط البعض الآخر في رؤية هلامية
لن تحقق له غير الخيبة.
لقد وصلت الكويت إلى حالة من السكون الذي لا يحتمله الانسان الكويتي المتصف
بالحيوية والحركة وإتقان الحصاد، والذي تعود أن يكون صاحب المبادرة فاذا سدت
الأبواب في وطنه أمامه، ذهب إلى كل الدنيا بحثاً عما يحقق له أحلامه ويجسد طموحه في
أن يكون الانسان المتطلع إلى النجاح وإلى التفوق. إننا نؤمن بأن الإنسان الكويتي
مولود وفي صدره نار الطموح وعشق بناء الغد الأكمل، وليس من ضمن قيمه الخنوع
أوالركون إلى قبول الواقع وكأنه قدره المحتوم الذي لا فكاك له منه ولا سبيل إلى
تبديله. الانسان الكويتي يريد أن يحقق النجاح تلو النجاح وليس في تكوينه «جينات»
السبات الشتوي أو الصيفي. ومن لم يدرك بعد كيف قامت الدولة ثم أعادت بناء ذاتها بعد
الغزو الصدامي الأرعن، عليه أن يعيد قراءة صفحات الماضي القريب ليعرف إلى أين سوف
تتجه به سفينة عطائه في خضم البحار العالية التي يطلب لنفسه ولوطنه فيها مكاناً
لائقاً بهذا الوطن وبأحلام صانعي مجده.
النهار
تعليقات