د. أسيل العوضي تشن هجوما عنيفا على الحكومة

محليات وبرلمان

إذا كانت تريد اللعب.. نحن جئنا للإنجاز والعمل

4457 مشاهدات 0

د. أسيل العوضي


 - على الحكومة أن تبدأ بأخذ عملها والمواطنين ومستقبل الوطن محمل الجد والخطة لا تلبي أبسط طموحات المواطنين.
- وزراء أسروا لي بعدم رضاهم عن الخطة وأستغرب إقرارها من قبل حكومة وزرائها يرون أنها غير قابلة للتطبيق.
- حان وقت لوضع البلد على الطريق الصحيح ودور الانعقاد المقبل اختبار للحكومة في قيادة العمل السياسي.
- سلمت كافة ملاحظاتي إلى وزير التنمية صباح اليوم إيماناً بدوري كمواطنة بالدرجة الأولى بضرورة عدم الانتقاد لأجل الإنتقاد.
- الخطة لا تتضمن أي تعهد بإنشاء مستشفيات جديدة بل تتعهد بتنظيم العلاج بالخارج بشكل أفضل!.
- الخطة لم تتطرق للبعثات الدراسية الخارجية لا من قريب ولا من بعيد ولم تذكر أي خطط للرياضة وكأن البلد ليس فيها قطاع رياضي أو بعثات.
- الخطة ذكرت في سطر ونصف هدفها لتخصيص المدارس الحكومية وهو موضوع خطير لا ينبغي طرحه بهذه الطريقة.

انتقدت النائبة د.أسيل العوضي مقترح الاطار العام لخطة التنمية الخمسية التي تقدمت فيها الحكومة لمجلس الأمة في يونيو الماضي، مبينة أن الخطة لا ترقى لأبسط طموحات المواطنين، مشيرة بأن من يطلع على الخطة يرى أنها قد أعدت 'على عجالة وبكسل وبعدم جدية وعليها مآخذ كبيرة وعديدة'. 

وقالت العوضي في مؤتمر صحافي عقدته في مجلس الأمة أمس 'ان الخطة الخمسية لدولة الكويت تعتبر أهم ورقة في السياسة المحلية الكويتية فهي بوصلة العمل السياسي والطريق الذي ينبغي أن تسير عليه الدولة للسنوات الخمس المقبلة'، مشيرة إلى أنها عكفت خلال الأيام الماضية على إعداد دراسة حول مقترح الاطار العام لخطة التنمية الخمسية لدولة الكويت المكون، فاكتشفت أن أهم خطة للدولة جاءت هلامية وعامة في أغلب أحيانها دون أي أسس مقنعة للنواب أو للمواطنين وأتت كذر للرماد في العيون وكأن الحكومة تريد أن تقول فقط أنها قدمت خطة خمسية، إلا أن أقل ما يمكن أن توصف به هذه الخطة هو أنها خطة مخجلة جداً لأي دولة، ورغم ذلك فمن حق المواطنين أن يعرفوا الطموحات التي تحملها حكومتهم لهم للسنوات الخمس المقبلة وإن كانت مخجلة أو مثيرة للحزن.

وقالت العوضي 'نحن في الكويت نعيش مرحلة مفصلية في حياتنا الديمقراطية وقد أضعنا العديد من الفرص خلال السنوات السابقة ولسنا على استعداد لإضاعة المزيد'، مضيفة 'اذا اردنا أرجاع كل هذه الاخفاقات والعشوائية والفوضى السياسية في البلد خلال السنوات السابقة فإني ارجعها الى سبب رئيسي واحد وهو: عدم وجود رؤية لبناء هذا الوطن'، مشددة على أهمية الخطة الخمسية لانتشال البلد من أوضاعه الحالية، فقد سئمنا جميعاً كمواطنين من التسويف والتعطيل في مستقبلنا ومستقبل أبناءنا. وأضافت 'نحن أمام تحدي حقيقي ودور انعقاد جديد، واما ان نبدأ بالشكل الصحيح أو أن نستمر في مسلسل الفوضى الذي سئم منه المواطن، فالمواطن يريدنا أن نخطو خطوة الى الأمام ونضع الحلول للارتقاء بالكويت، والخطة الحكومية التي قدمت لمجلس الأمة لا تخطوا أبداً أي خطوة للأمام'.

ورأت النائبة العوضي أن أول المآخذ على الخطة الخمسية هو أنها لم تأت على شكل مشروع بقانون، كما يفترض بالمشاريع الحكومية أن تقوم، حتى يتمكن مجلس الأمة من إقراره  تطبيقاً للقانون  رقم 60 لسنة 1986 في شأن التخطيط الاقتصادي  والاجتماعي، والذي نصت المادة السادسة منه على أن 'تتولى وزارة التخطيط إعداد مشروع الإطار العام لخطة التنمية الشاملة في ضوء الاستراتيجية والأهداف العامة بعيدة المدى للدولة. ويعرض المشروع على المجلس الأعلى للتخطيط لدراسته وعرضه على مجلس الوزراء لاعتماده ثم يحال إلى مجلس الأمة لإقراره ويصدر بقانون.' مشيرة الى أن آخر خطة خمسية أقرتها الدولة كانت في مجلس 1985 المنحل، وقد تراجعت الحكومة بعد حل المجلس عن تطبيق الخطة ومن ذلك العام حتى اليوم، لم ترَ البلاد خطة تنموية للنهوض بواقعها.

وأضافت العوضي ملاحاظتها الفنية الدقيقة على مقترح الخطة الخمسية المقدم من قبل الحكومة بالقول أنه لا يوجد هناك أي ترابط بين سياسات الخطة ومستهدفاتها، فجاءت بعض السياسات كلام إنشائي وعام دون مستهدفات واضحة ومحددة، فأثارت الخطة العديد من الأسئلة الجوهرية بدلاً من تقديم الحلول لمستقبل الوطن، ودللت العوضي على ذلك بقولها أن نجاح أي خطة يعتمد على خمس عوامل رئيسية: الدقة والوضوح، إمكانية القياس، إمكانية التطبيق،الواقعية، وأن تكون مرتبطة بجدول زمني محدد وقد فقدت الخطة كل هذه العوامل. واشارت على سبيل المثال الى أن الخطة تهدف إلى تحقيق معدل لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بمقدار 5.1% سنوياً في المتوسط خلال فترة الخطة دون الإشارة إلى كيفية تحقيق ذلك ولو بملامح عامة. وصرحت العوضي ان وزراء في حكومة ناصر المحمد قد أسروا لها بعدم رضاهم عن الخطة وأستغربت إقرارها من قبل حكومة وزرائها يرون أنها غير قابلة للتطبيق.

وقد اثارت العوضي مفاجأة بقولها 'كنت أبحث أثناء قراءتي للخطة عن عدد المستشفيات التي تهدف الحكومة لإنشائها في السنوات الخمس المقبلة، فاكتشفت أن الخطة لا تتضمن لا في سياساتها ولا مستهدفاتها عدد المستشفيات التي سيتم إنجازها خلال فترة السنوات الخمس المقبلة!'، مبينة أن السياسة الصحية وضعت عدد مراكز الرعاية الأولية المستهدف إنشائها خلال خمس سنوات كما وضعت تنظيم أوجه العمل في إدارة العلاج بالخارج إلا أنها لم تضع على سبيل المثال طموح الدولة لأن تنشيء مستشفى عالمي متخصص في أمراض السرطان أو الأمراض المستعصية الأخرى حتى لا نضطر لإرسال المواطنين للعلاج بالخارج، قائلة 'طموح الحكومة في هذا المجال هو تكريس للفشل والوضع الراهن بدل السعي لانتشاله'. 

وواصلت النائبة العوضي كشف نواقص الخطة، مبينة أن الخطة لم تتطرق بأي شكل من الأشكال لسياسات التعليم العالي فيما يخص البعثات الدراسية الخارجية، فغابت حتى كلمة 'البعثات' عن الخطة، في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة مؤخراً بتخصيص 1500 بعثة دراسية سنوية للخارج، علاوة على وجود قضايا ملحة تبرز بين فترة وأخرى فيما يتعلق بالاعتراف بالجامعات الخارجية، وقد غاب عن الخطة مثلاً أن تقترح هيئة للاعتماد الأكاديمي لهذه الجامعات، وهو أمر يدعو للأسف والقلق في الوقت ذاته.

وبينت العوضي أن من الثغرات الكبيرة في الخطة إهمالها لبعض الجوانب والمناحي الهامة، فلم يأت ذكر للرياضة أبداً، كما غابت المستهدفات عن سياسات المرأة والشباب وسياسات الفكر والفن والثقافة مما يجعلنا نعتقد أن هذه السياسات وضعت في الخطة كنوع من أداء الواجب فقط ولا تملك الحكومة أهدافاً حقيقية، متسائلة 'هل يعقل أن تغيب الرياضة عن الخطة الخمسية؟ ألا يوجد شيء واحد تريد أن تقدمه الدولة للقطاع الرياضي في السنوات الخمس المقبلة؟'.
 
وأشارت العوضي الى خطورة التعامل مع المواطن الكويتي ونواب مجلس الأمة بسذاجة من خلال استخدام الألفاظ الفضفاضة والمطاطية وادخالها في خطة الدولة الخمسية قائلة: 'إن الكلام الإنشائي لا يصنع الدول.' وقد أعطت النائبة د.أسيل العوضي العديد من الأمثلة على استخدام اللغة الانشائية في مقترح الخطة الخمسية المقدمة من قبل الحكومة، وقد بينت على سبيل المثال ذكر الخطة في الفصل الخاص بسياسيات التعليم قائلة 'أما في ما يخص التعليم فقد كانت الخطة مخيبة للأمل بشكل كبير جداً: حملت سياسات التعليم العام الكثير من الكلام الإنشائي الغير محدد بالمستهدفات أو التشريعات المطلوبة، كالقول بإعادة صياغة سياسات منظومة التعليم في جميع مستوياتها - ولم يتم وضع مستهدفات لإعادة صياغة هذه السياسات مما جعلها مجرد سياسات هلامية غير قابلة للقياس. هل يعقل ان يتم التعامل مع قضية التعليم بهذا التساهل وعدم الجدية؟' مضيفة 'ان الخطة تتطرق إلى موضوع كبير وخطير ضمن سياسات التعليم يتعلق بتخصيص المدارس الحكومية. إلا أن ما يثير للشفقة والحزن والدهشة في الوقت ذاته أن مشروع بهذا الحجم (خصخصة المدارس الحكومية) أتى في الخطة في سطر ونصف فقط في سياسات التعليم العام، ولم يأت له أي ذكر آخر لا في مستهدفات الخطة الكمية ولا في المستهدفات التشريعية.'

وفيما يتعلق بانتظار برنامج عمل الحكومة قبل ابداء الملاحظات على مقترح الخطة الخمسية للدولة قالت العوضي: جاءت سياسات الخطة دون مستهدفات سنوية واضحة تتيح للمجلس وللرأي العام  قياس مدى التقدم أو التأخر في تنفيذها. وإن كانت الحكومة ترى أن برنامج العمل سيتضمن كافة هذه التفاصيل، فإنه من واجبنا اليوم أن ننبهها إلى أوجه القصور في هذه الخطة المتواضعة جداً وضرورة تلافيها وتصحيحها إن أمكن، وتقديمها بالشكل الصحيح كقانون إلى مجلس الأمة. كما أنه لا يجوز ألا تحمل الخطة الخمسية مستهدفات سنوية واضحة لسياساتها بحجة أن برنامج عمل الحكومة سيتضمن ذلك، فبرنامج العمل يجب أن يتضمن الميزانيات المرصودة والبرنامج العملي والتنفيذي لتحقيق المستهدفات، أما الخطة الخمسية فيجب أن تحمل خطط ومستهدفات سنوية عام تتيح لنا كنواب محاسبتها عليه.
 
وقالت العوضي أن الخطة قد عمدت في أحد أجزائها إلى قراءة الوضع الراهن وأهملت في ذلك أن البلد تعيش في في أزمة طوال السنوات الماضية، كما تجاهلت أن هذه الخطة تأتي في وضع مصيري للوطن وفي مفترق طرق نستطيع من بعده إما أن نكمل على وضعنا الراهن أو ننتشل بلدنا منه نحو مستقبل أفضل، مشددة ان 'وجود خطة طموحة ومحكمة يشكل تحد حقيقي  للحكومة والمجلس للنهوض بالبلاد، فيها يكرس كل ابناء الكويت جهدهم لهذا التحدي للوصول الى وضع تنموي حقيقي.'

وأضافت العوضي: 'ان الشعب الكويتي طموح وليس بالسذاجة التي سيقبل فيها اطار عام لخطة خمسية مكونة من ٧٠ صفحة فقط لا غير حملت في مجملها كلاماً إنشائياً. نحن نطالب مجلس الوزراء بإدراك أهمية هذه الورقة وفهم خطورة عدم الجدية في التعامل مع الخطة الخمسية التي من شأنها أن تؤثر على مستقبل الكويت السياسي'، متسائلة 'أبعد أكثر من عشرين عام من عدم تقديم خطط تنموية حكومية تأتينا الحكومة بسبعين صفحة تلخص بها طموحات الوطن؟' كاشفة أن عدد من الوزراء قد أسرّوا لها بعدم رضاهم عن الخطة الخمسية، مبدية استغرابها من أن تقر الحكومة خطة لا يؤمن بها وزرائها، قائلة'أعتقد أن المواطنين والوطن يستحقون أكثر من ذلك، ويستحقون جدية في التعامل معهم، وإذا كانت الحكومة تريد ان تستمر في اللعب العبثي فنقول لها أننا جئنا للإنجاز والعمل'.

وأشارت العوضي في ختام تصريحها الصحافي بأنها قد أعدت قراءة شاملة للخطة تشمل كل الملاحظات المفصلة على الخطة وأنها قامت بتسليم هذه القراءة الى نائب رئيس الوزراء لشؤون الاقتصادية وزير التمنية والاسكان صباح يوم الاثنين.
 

 

الآن: المحرر البرلماني

تعليقات

اكتب تعليقك