رائحة اصبحت متوطنة في كثير من مناطق الكويت

كثر الكلام بالآونة الاخيرة عن ضيف ثقيل حل على منطقة مشرف السكنية وبالتحديد من محطة مشرف للصرف الصحي هذا الضيف هو كبريتيد الهيدروجين والذي يسمى ايضا بغاز الهيدروجين لأنه غالباً ما ينبعث من عفن النفايات كذلك يسمى  بغاز المستنقعات أو غاز المجاري ( sewer gas ).
ما يميز هذا الغاز هورائحته فرائحته كريهة نفاذة تشبه رائحة البيض الفاسد وهي رائحة اصبحت متوطنة في كثير من مناطق الكويت مثل قلب الكويت التجاري منطقة شرق قرب مبنى شؤون القصر ومنطقة الشامية و الروضة والأندلس و العارضية و الشويخ و بنيد القار و المنصورية و الدعية و الخالدية وغيرها من مناطق الكويت  وهو غاز ثقبل فهو أثقل من الهواء بعشرين مرة ولكنه يتشتت بسرعة بواسطة الرياح لذلك نجده أيام الرطوبة أو الكوس بالكويت بتركيزات أعلى وأشد وطأة .
غاز كبريتيد الهيدروجين غاز خانق وهو أكثر سمية وخطورة من غاز أول أكسيد الكربون عديم اللون  ولانه  أثقل من الهواء بعشرين مرة لذلك نجده قريبًا من سطح الأرض وله قابلية عالية للاشتعال ويشتعل بلهب أزرق ذو قدرة عالية على جعل معادن مثل الحديد والستيل  تتآكل, ورائحته الكريهة التي تشبه رائحة البيض الفاسد يمكن التعرف عليها بسهولة عند التراكيز المنخفضة فمثلا لو القينا انبوبة صغيرة من غاز كبريتيد الهيدروجين بصالة بها كراسي لمئة شخص اي بتركيز جزء واحد بالمليون أو ما يعادل 1.40 mg بالمتر المكعب فسوف يستطيع هؤلاء التعرف عليها وعند زيادتها يفقد الإنسان حاسة الشم لان عصب الشم يشل لذلك لا يمكن الاعتماد على حاسة الشم للكشف عنه ونحتاج الى أجهزة قياس لقياس ستوياته.
هناك مصدرين لغاز كبريتيد الهيدروجين مصدر طبيعي او ناتج عن النشاط الإنساني فنحن عندما نتكلم عن المصادر الطبيعية فنحن نقصد ثورة البراكين وعند تحلل البكتريا المواد العضوية المحتوية على الكبريت وكذلك عند تحلل المخلفات الحيوانية وكذلك قرب مكامن النفط ومن تفاعل المياه الحمضية مع مكامن المياه الجوفية المحتوية على مواد كبريتية اما اهم مصادر كبريتيد الهيدروجين الناتجة عن النشاط الإنساني فهي عند انتاج النفط  فان الغاز غاز كبريتيد الهيدروجين يشكل اكثر من 28% من الغاز الطبيعي وفي محطات توليد الطاقة الكهربائية والمصافي النفطية حيث ينبعث مصاحبًا للنفط الخام المستخرج من الآبار النفطية ملوثاً جو الحقل بتراكيز مرتفعة وشبكات الصرف الصحي وتسرب مياهها الى بعض المكامن والتي تعتبربيئة ملائمة لتولد وانبعاث غاز كبريتيد الهيدروجين وانتشاره، إضافة إلى الأماكن التي تخترق فيها المياه الجوفية طبقات الحجر الجيري أو المصانع التي تتعامل مع مركبات الكبريت في إنتاجيتها
ولغاز كبريتيد الهيدروجين تأثيرات بيئية تتمثل في سمية الغاز للكائنات الحية فكما هي قاتلة للانسان فهي أيضا قاتلة للحيوان والنبات والتربة وعند  تأكسد غاز كبريتيد الهيدروجين إلى أكاسيد الكبريت فان هذا يؤدي الى سقوط الامطار الحمضية التي تتلف المباني والسيارات والتربة والمياه الجوفية لذلك فهذا الغاز تأثيرات اقتصادية كبيرة فهو يؤدي الى تأكل المباني وضياع الثروة الحيوانية والنباتية ولا ننسى تاثيره على صحة الانسان وتكلفتها الاقتصادية.
إن الطريقة الرئيسية للتعرض لهذا الغاز هي عن طريق استنشاقه أو حتى عن طريق تعرض الجلد أو العين له وقد يحدث في المنزل عندما تكون التمديدات الصحية بها تسرب أو في الشارع أو بواليع الصرف الصحي أو محطات تجميع الصلرف الحي أو المصنع أو مصافي النفط و حتى مكان العمل لو كان يقع بمنطقة ملوثة بغاز كبريتيد الهيدروجين.

التأثيراته الصحية لغاز كبريتيد الهيدروجين:-

هذا الغاز يؤثر على الجهاز العصبي المركزي و يثبط عملية الأكسدة الخمائرية مما يؤدي إلى حدوث اضطراب وصعوبة في التنفس ويسبب خمول في القدرة على التفكير و يهيج ويخشن الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي وملتحمة العين.
كم سمعنا عن عمال صرف صحي توفوا فجأة بالمناهيل الصحية وعندما يذهب شخص أخر لانقاذهم تجده يفقد وعيه أو يموت أيضا  أخبار نقرأها في صحفنا هنا في الكويت وعندما بحثت بالانترنت أكتشفت بان هذا الحال يتكرر في كثير من الدول العربية القاتل الصامت في هذه الحالة غاز كبريتيد الهيدروجين لانه عندما يكون تركيز كبريتيد الهيدروجين 10 جزء من المليون فسوف يؤدي الى تبلد وشل  حاسة الشم مما يجعل الاعتماد على هذه الحاسة لاكتشاف الغاز في الظروف الطارئة مما يستدعى ضرورة قياسه بالأجهزة الخاصة بذلك لمعرفة درجة سمية ولهذا يموت المنقذ ايضا لانه يفقد حاسة الشم ويستمر في استنشاق هذا الغاز القاتل بتراكيز كبيرة حتى يفقد الوعي ويموت وذلك بسبب عوز الاكسجين وتلف خلايا الجهاز العصبي المركزي نتيجة لتأثيره المباشر.
فالوفيات تحدث عندما يدخل الناس إلى الأماكن سيئة التهوية مثل أنظمة الصرف الصحي والآبار العميقة وصهاريج السوائل الجوفية لان هذا الغاز أثقل من الهواء لذا يعتبر تركيزه أعلى بالقرب من قيعان هذه الأماكن .
وعند تشريح الجثة فلن نجد هناك أي تغيرات باثولوجية مميزة عند الوفاة المفاجئة المباشرة للتعرض ولكن اذا تأخرت الوفاة يوم الى يومين بسبب الانقاذ بعد تنفس جرعة كبيرة منه يلاحظ على الجثة من خلال التشريح وجود واحتقان في الرئة فهو لا يكتفي باتلاف الطبقة المخاطية للرئة ولكنه يتغلل حتى النسيج الضام للرئة ويتلفه.

يمكن تلخيص التأثيراته الصحية لغاز كبريتيد الهيدروجين حسب الجدول التالي عند الاستنشاق:-

يمكن تلخيص التأثيراته الصحية لغاز كبريتيد الهيدروجين عند تلوث المياه به حسب الجدول التالي:-

اللاسعافات الاولية:

* يجب على المسعف أن يحمي نفسه من التعرض لهذا الغاز بواسطة اللبس المناسب وارتداء جهاز التنفس.
* ابعد المصاب عن التعرض إلى الهواء النقي مع جعلة يتمدد على الأرض مستلقياً علي ظهره مع ملاحظة بأن المصاب اذا كان فاقدا للوعي فيجب أن ينام يوضع على جنبه.
* تخلص من ملابسه الملوثة بالغاز باسرع وقت ممكن.
* تدرج في إجراءات الإسعاف حسب أوليات المحافظة على الحياة وهي التنفس الصناعي لفاقد التنفس.
* مساج القلب للمصاب بتوقف القلب.
* في حالة فقدان الوعي قم بتحرير العنق والصدر من الملابس الضاغطة على مجاري التنف.
* أعطه أكسجين في حالة الضرورة مع عدم الإفراط في ذلك .
* في حالة تعرض العين فيجب غسل العين بماء دافئ  بشكل مستمر لمدة 15 دقيقة.
* في حال تعرض الجلد اغسل الجلد لمدة 15 دقيقة متواصلة بالماء والصابون.
* يمكن استعمال الترياق المضاد للتسمم (اميل النترات أو نيترات الصوديوم) لتكوين سلفثيموجلوبين  Sulmethemglobin  لازالة الكبريتيد من الانسجة.
* انقل المريض الى المستشفى باسرع وقت ممكن.