شعراء وشاعرات يشعلون قناديل الجمال في ثاني أمسيات مهرجان البابطين للشعر العربي

فن وثقافة

رجا القحطاني 2253 مشاهدات 0


كتب رجا القحطاني

في ثاني أمسيات مهرجان البابطين للشعر العربي عرَضَ تسعة شعراء وشاعرات لوحاتهم الشعرية في مساء تراءى بقناديل الشعر المضيئة ، حين أعلن مدير الأمسية
د. عبدالله السرحان عن انطلاق نوارس الكلمات إلى شواطئ  الأرواح ،وكان د. السرحان موفقاً في إدارة الأمسية  من خلال مقدمته الجميلة
وإضافاته المستحسنة أثناء الأمسية.

كانت البداية مع الشاعر المصري أحمد شلبي حيث قرأ قصيدتين جميلتين إحداهما قد تتضمن بعداً فلسفيا وإن بدت ذات ملمح رومانسي ، وتحيل إلى  قصة النبي سليمان واستخدامه الريح كناية عن سرعة الوصول إلى المراد ، حيث يقول
كلما قلتُ متى ميعادنا
ضحكت هندٌ وقالت بعد غدْ
ذكّري  ياريح  هندٌ روعدها
قالت الريحُ وهل يحييك وعدْ
قال ياريحُ احمليني نحوها
قالت الريحُ ومن أو أين هندْ
قال  ياريحُ  قفي قالت  له
هي نجمٌ لم يلحْ في الليل بعدْ

ويستلم شعلة الشعر الشاعر الأردني جاسر البزور ليلقي قصيدته بروح حماسية متسائلاً ومستنكرا  استعار لهب الشر والحروب في المجتمع البشري إذ يقول:
لماذا لم يعد للملح  طعمٌ
أصار الملح للإنسان  خائنْ؟
لماذا تمطر الدنيا  رصاصاً
ومن مدّ السحائب بالمخازنْ؟
لماذا تصعدُ الأجسادُ مسكاً
أحُرّمت الإقامةُ في المدافنْ؟
نعم .. باعوك واخترعوا بياناً
يزوّر  كل  منظورٍ   وبائن

وينتقل صوت الشعر إلى الشاعر العراقي خالد الحسن الذى ألقى قصيدة طويلة بديعة تفاعل معها الجمهور،  وتميزت بوحدة الموضوع وجمالية القافية إذ يقول :
أغدو وفيَّ الرافدان تواترا
نبعاً  فنبعاً ظلّلا  عيْنيّا
وأذوب في أنثى تقول سيجارةٌ
في  كفّها ستكون دخّانيّا
وتكون موالاً بحنجرةٍ إذا
غنّت تعيدكَ عاشقاً عذريّا
تجري إلى ليلاك طيفاً أحمقاً
ماعاد يعني في الليالي شيّا

ومن السودان تصدح الشاعرة السودانية روضة الحاج بقصائدها المفعمة بالعمق ذات  الإطار التفعيلي ، وقبل ذلك عبرّت الشاعرة عن عميق حزنها على رحيل الأستاذ الشاعر عبدالعزيز البابطين ، واستمرار التناحر بين الفرقاء في بلدها السودان، تقول في مشهد شعري جميل جدا:
لو كنتُ اعزف لاقتسمتُ
مواجعي هذي مع النايات
تجبرُ خاطري
لو كنتُ أرسم لافترعتُ طرائقاً
أخرى ولاستدرجتُ
سر اللونِ واستبدلته
بالباهتِ الممتدِّ مدَّ نواظري
لو كنتُ أُحسنُ أن أغنّي
لانتصرتُ على الجوى
وأنا أحلّق مثل درويشٍ
أسيرٍ آسرِ
لكن نصيبي كان هذا الشعر
ياويحي،، متى حنَتِ الحياة
على مواجعِ شاعرِ

ويجئ الدور إلى الشاعرة الجزائرية سمية محنش ، التي قرأت نصين جميلين أحدهما
ذو منزع عاطفي ينتهي بعبارة غريبة:
من أين يأتي كل هذا الشوقُ لكْ
يامن تسافر في دمي سير الفلكْ
تستلّ روحي في الغيابِ بهمسةٍ
ثملىَ كأحلامٍ  تعانق منزلكْ
وتفيضُ من شُم المشاعر سكرةً
تنساب لثماً مثقلَ الأنفاس لكْ
فتهيمُ بي وتخيطُ لي وهماً
يمشق صفوتي بئساً لطيفك
هيتَ لكْ

وينتقل صوت الشعر إلى الشاعر الكويتي
د. فالح بن طفلة الذي شد انتباه الجمهور وأطربهم بقصيدة تمهيدية بديعة وطريفة تنم عن اعتزاز الشاعر بلغته الشعرية  وثقته بذاته .. يقول:
لي في القصيدة حين أُنشدُها
نهجٌ عن الأعراب ما شذَّا
فإذا وقفتُ وقلتها فأنا
طلقُ اللسانِ أَهُذُّها هَذَّا
فترى هجينَ الذوق ينقدُني
وترى أصيل الذوق مُلْتذَّا
ولو امتثلتُ لحكمِ من نقدوا
ما كنتُ ذاك الشاعرَ الفَذَّا
ويعود الشاعر ليقدم قصيدة رثائية مؤثرة في الراحل عبدالعزيز سعود البابطين تفاعل معها الجمهور كثيرا .. منها:
أين الذي ملأً الحياةَ كأنّه
بدرٌ يضيء سناه كلَّ مكانِ
أعززْ عليَّ بأنْ أراه وقد غدتْ
تلك الخصالُ وديعةَ الأكفانِ
لكنه قدر  المنونِ  ومالنا
في دفع أقدار المنونِ يدانِ
وعزاؤنا في مثْلهِ  أفعالهُ
فهْي التي تحييهِ في الوجدانِ

كما شاركوا بقصائدهم الحافلة بالجمال الشاعر السعودي محمد الجلواح ، والشاعرة المغربية نبيلة حماني ، والشاعرة المصرية هبة الفقي، وكان بودنا إكمال عِقد الأمسية البهيِّ بنشر مقتطفات من قصائدهم لولا تعذّر الحصول عليها.

تعليقات

اكتب تعليقك