تسعة شعراء يرسمون أقمار الشعر في أولى أمسيات مهرجان البابطين للشعر العربي
فن وثقافةرجا القحطاني ديسمبر 16, 2024, 5:23 م 908 مشاهدات 1
كتب رجا القحطاني
كانت ليلةً مضمخة بعطر الشعر والكلمات المضيئة بالجمال في أمسية جمعت كوكبة من الشعراء العرب صدحوا بقصائدهم على مسرح مكتبة البابطين المركزية ضمن فعاليات مهرجان البابطين للشعر العربي،
قدم الأمسية باقتدار الشاعر د.مشعل الحربي الذي استهل بمقدمة نثرية متشحة بروح الشعر ومحتفياً بشعراء الأمسية .
وجاء الصوت الأول من خلال الشاعر العراقي أوس الفتيحات الذي ألقى قصيدتين مؤثرتين قال في إحداهما متألما من مأساة أطفال غزة:
لم يبق من جوقة الأطفال من أحدٍ
يقول أقبل أنا في ساحة اللعبِ
وكل طفلٍ قضى في غزة لمعت
عيناه نوراً سرت في أعين الشهبِ
ماصدقوا ماجرى من هول ماوجدوا
واستسلموا لحظةً للشك والرِّيَبِ
ويقرأ الشاعر السعودي جاسم الصحيح قصيدتين جميلتين تنضحان بالتآويل تفاعل معهما الجمهور بشكل واضح .. منها
نبيٌّ ولكن عابرٌ للشرائعِ
حدود سماواتي حدود أصابعي
رعيت ولكن في مراعي هواجسي
تأملت لكن في حراء الشوارعِ
يجللني مجد القصائد حينما
أشمُّ أريج الله بين المطالعِ
ومن الأردن جاءت الشاعرة جمانة الطراونة بقصائدها البديعة ذات الطابع التأملي لتقول:
لآدم هل يعيش العمر يتما
ويدعو البدر أنَّى شاء ختما
يحدّق في التراب ويزدريه
ولايدري لأي الأرض أَمّا
تشرّد في البلاد وظل دهراً
يسير وقلبه عكاز أعمى
وينتقل صوت الشعر إلى الشاعرة الجزائرية د. حنين عمر التي حيت الكويت ببيتين جميلين :
رأى البحرُ نوراً رأى مارأيتُ
على الشط وهجٌ بدا لي أتيتُ
وجدتُ شموساً من الشعر جاءت
لأرض النخيلِ ال تسمّّى الكويتُ
واكتفت بقراءة قصيدة واحدة حافلة بالجمال إذ تقول:
ووحدي بهذا الطريق الطويلْ
أسير إلى الممكن المستحيلْ
وأنثر فوق المسافة تِيهاً
فتمحو خُطاىَ خطوط الدليلْ
وينمو على أثر القلب دمعٌ
سيصبحُ نهراً غزير المسيلْ
ويصل الدور إلى الشاعر المغربي خالد
بو دريف الذي ألقى قصيدة جميلة منها:
لأن وحشاً من المعنى تلبّسني
دخلتُ في مدن الإيحاء من بدني
كأن أغنيتي في الكون شاعرةٌ
جميلةٌ وجهها كالنور أدهشن
كأنني كلما سار المدى بفمي
وقلت مشياً دواويناً إلى مدني
ومن سوريا يأتى صوت الشاعر محمد طه ليلقي نصًّا مؤثراً قال أنه كتبه منذ عشر سنين وفيه نبوءة لما سيحدث في بلده من حتمية الانعتاق من قيود الطغيان :
أكبرتُ باسمك مافي الروح من تعبِ
أيا ابنة النور يادنيا من الغضبِ
اليوم عرسك ياشامُ انتشي أملاً
الروح هائمةٌ والعقل فيك سُبي
دعي المدى يحتفي بالضوء إن سكنتْ
انثى بهائك بالجوزاء والشهُبِ
ويصدح الشاعر المصري الشاب محمد عرب صالح بقصيدتين جميلتين أعجبتا الجمهور حيث قال في إحداهما ..إهداءً إلى روح والده:
الذي لايستطيع النوم نام
ريشة بيضاء في عش الحمام
فكرة خضراء عنها أنبأتْ
قطرةً جفّت على رأس السهام
كان في عين الصبايا قمراً
شارحاً للكحل تاريخ الظلام
وينتقل صوت الشعر إلى الشاعرة الكويتية موضي رحال لتقرأ قصيدة مؤثرة عن إيثار الأب وأخرى ترتدي ثوب الجمال وبإلقاء معبّر حيث تقول:
أنا وحسبي ويكفي أن أقول أنا
وربما نحن لو قلنا ليكفينا
يامن تقول بأن الوقت يسرقنا
وينقضي مع شباب العمر ماضينا
إن عز رأيٌ بهذي الأرض ينصفنا
ستحمل الريح شيئاً من قوافينا
ويكون ختام الأمسية مسكاً شعريًّا مع الشاعر العراقي د. وليد الصراف الملقب بخازن الشعر الذي أمتع الجمهور بقصيدته السينية المحتشدة بالبهاء إذ يستهلها بتوظيف تراثي ليقول:
ياحادي العيس نحو الغرب تحدونا
فما وصلنا ولا عدنا لوادينا
تمضي السنين ولاتفضي مسالكها
لواحةٍ عندها يرتاح عانينا
ونحن نحن مضت ألفٌ ومابرحتْ
تقفو أواخرنا كرهاً أوالينا
محمد اليوزبكي ديسمبر 16, 2024, 9:14 م
قصائد رائعة...شكرا للمستضيف...وحقا لخازن الشعر هذا اللقب الدكتور وليد الصراف....تحياتي