د.تركي العازمي: المجتمع المدني... والإرهاب !

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 1086 مشاهدات 0


بلد متسامح، جُبل أهله من انتماءاتهم كافة سنة، شيعة، حضر وبدو على العيش في سلام وحسن جيرة وتواصل طيب تحت مظلة أسرة الصباح الكريمة، ولم يتأثر بالأصوات النشاز الضالة التي تحاول زرع الفتنة بين فئاته ومكوناته، وأظن السبب يعود للقيم والعادات الاجتماعية التي توارثها الأجيال بعد توفيق الله وحفظه ولا يفهم هذه الجزئية من هو خارج الكويت.

ولم تكن الخلية الإرهابية الداعشية التي تم القبض عليها المحاولة الأولى، فقد سبقها الكثير لكن الله عز شأنه لطف بنا وكل الشكر لكل من ساهم في كشف هذه الخلية ومن يقف من ورائها.

أرى بأن هناك علاقة بين المجتمع المدني ومؤسساته والإرهاب، ولا نعني الإرهاب بمفهومه العام بل أقصد على وجه التحديد الإرهاب الفكري... ويعلم البعض أن هناك جهات تحرص على دعم بعض مؤسسات المجتمع المدني لتحتضن فكرها وتبعدها عن الوقوف مع جانب الحق والصالح للبلد والعباد.

لذلك، فدور مؤسسات المجتمع المدني وجميع المجاميع الناشطة والتطوعية ينبغي أن تساهم بفعالية تجاه محاربة الإرهاب الفكري.

خذ عندك، عندما تقف دولة الكويت مناصرة للقضية الفلسطينية يأتيك البعض بتحليلات مغلوطة وما زال الشعب الكويتي مناصراً لإخواننا في فلسطين... إنها قضية كل مسلم نطق بالشهادتين (أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).

وحتى على مستوى توجيه النقد، عندما نكتب متفائلين بالمقبل من الأيام يواجهنا البعض بحالة من التشاؤم من كثرة الفساد وتردي الخدمات وضيق العيش... إلخ.

وعليه، يجب علينا كأفراد وبالذات الطبقة المثقفة الصالحة ومؤسسات المجتمع المدني أن تبث روح التفاؤل وأن توجه النقد المباح مع عرض الحلول والوقوف بوجه الإرهاب بما فيه الإرهاب الفكري... «ترى السالفة مو تحلطم وبس»!

لقد وهب الله الإنسان عقلاً وقلباً وعينين وأذنين... فليس كل ما يقرأ صحيحاً، ولا كل ما يسمع مفيداً ولا كل ما نشاهده يعكس حقيقة الأوضاع ولا كل ما تشعر به سليماً... إنه خطر اتباع هوى الأنفس وميولها الذي يعد الخطر الأكبر على طريقة تفكير الفرد.

الزبدة:

نحتاج إلى عمل هادف يعيد لفلذات أكبادنا السبل السليمة في التفكير والمضي قدماً للوقوف في جانب الصالح للبلد والعباد على المستويين المحلي (محاربة الإرهاب الفكري) والدولي (مناصرة القضية الفلسطينية وقضايا الشعوب المسلمة التي تتعرض للإرهاب): فأين دور مؤسسات المجتمع المدني ووزارة الإعلام والطبقة المثقفة من مواجهة التحديات المحيطة بنا خارجياً وما تبثه بعض الوسائل وخصوصاً السوشيال ميديا داخلياً؟... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك