حسن العيسى: يتعذرون بالوهم بينما هم يخشون المواجهة

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 1701 مشاهدات 0


بمثل هذه النماذج السياسية والإدارية لن يكون هناك إصلاح اقتصادي ولا تطوير وتنويع لمصادر الدخل، وسنبقى على طمام المرحوم يا سمو الرئيس.

أتمنى أن تكونوا قد قرأتم ما كتبه فيصل خاجة أمس الأول في «الجريدة»، هي حكاية من حكايات الخوف والرعب الذي يضج بقلوب السياسيين الكبار، مثل الوزراء، من أسئلة واستجوابات نواب التزمت أو تغريدات الأبطال المستعرضين لبطولاتهم في المزايدات الكلامية في «تويتر».

فيصل صاحب شركة للأنشطة الفنية، معظم العاملين فيها من الكويتيين، وكان من المقرر قبل 7 أكتوبر الماضي إقامة حفلات موسيقية في مكان تم استئجاره. حصل فيصل على التراخيص المطلوبة من «الإعلام»، وفجأة صدر قرار بمنع أي حفلات عامة في البلاد، تضامناً مع أهل غزة. سأل فيصل وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري، الذي كان في الوزارة السابقة، وعُيِّن في الوزارة الحالية، عن مدة المنع، فأجابه الوزير: «ما أدرى، يمكن ثلاثة أيام أو أربعين...».

ما تدري سعادتك! إذاً مَنْ يدري؟! نحن ندري أنك مع موظفي الإعلام، وكل موظفي دولة القطاع العام، تتسلمون رواتبكم على «داير مليم» كل شهر، أياً كانت الظروف، لكن ماذا عن أشخاص أو مؤسسات خاصة مرتبطة بعقود عمالية وأجرة يومية يتعيَّن دفعها في وقتها؟ ماذا سيقول لهم فيصل أو غير فيصل من العاملين في القطاع الخاص، الذي تطالبه الحكومات بتحمُّل بعض أعباء التوظيف، كي يخف الحمل عن دولة الموظف العام؟

انتهت الأيام الأربعون، وكأننا في عدة أرملة، لكن المنع ظل سارياً، طالما لم يصدر قرار آخر يلغي قرار المنع. الوزير لا يرد على اتصالات فيصل، فما شأنه أو شأن أي مخوَّل بسُلطة القمع والمنع بخسائر المواطن وخسائر كل مَنْ يجد نفسه رهيناً لسجون الإدارة ووزيرها، سواء كانت «الإعلام» أو أي وزارة أو مؤسسة مُلحقة بدولة الموظفين العظمى؟

لم يكن وقف الحفلات وعدم استئناف السماح بها حزناً وكمداً على ضحايا غزة، كانت «زلقة بطيحة»، فلماذا يقف الوزير بالغد لمواجهة عوير وزوير من أعداء الحياة والبهجة في دولة الكآبة الدائمة؟ أغلق هذا الباب يا صاحب المعالي، ولك ألف عذر.

خوف، رعب، يملآن قلوب سياسيين كبار من أي انتقاد أو ملاحظات مجلسية أو من وسائل التواصل الاجتماعي. هؤلاء الوزراء القياديون الذين لا يملكون القدرة والجرأة للرد على اعتراضات النواب وغيرهم، لماذا يوزَّرون؟ ولماذا ترتعش قلوبهم توجساً وخوفاً من أي همسة نيابية؟ لماذا يعجزون عن السجال واستعمال المنطق العقلاني في ردودهم على اعتراضات نواب؟ هم لا يعملون في الكونغرس الأميركي أو البرلمان البريطاني، هم آخر الأمر نواب في هذه الديرة، وكلنا يدري – عدا المغفلين الواهمين- أننا في الكويت «صلِّ على النبي».

تعليقات

اكتب تعليقك