حسين الراوي: جنان بو شهري وكرة البولينغ

مقدمة:

إن الأهم في النائب البرلماني أن يكون صادقاً وشجاعاً، وألّا يُقدّم حسابات الربح والخسارة على مصلحة الشعب، وأن يكون حُرّ الظهر لا يسمح لأحد أن يمتطيه.

مدخل:

إن للشعوب مَضبَطة في ذاكرتها الممتدة، تُدوّن بها كل موقف إيجابي أو سلبي في حقها، فتنقش أسماء أصحاب المواقف الإيجابية تجاهها بحروف من نور، وتنقش أسماء أصحاب المواقف السلبية تجاهها بحروف من عفن.

الحكاية الطويلة باختصار:

وقفت جنان بو شهري بثقة وحزم، وهي تمسك بكرة البولينغ في يدها، فرفعتها عالياً واستعدت بتركيز لتصويبها باتجاه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة عيسى الكندري!

لكن جنان قبل أن ترمي كرة البولينغ التفتت بنظرات حادة نحو الحكومة وقالت: إما ملف المعاشات الاستثنائية للوزراء والقياديين، أو سوف أسدد كرة البولينغ باتجاه الوزير المُحلل فأُسقطه ومن ثم سوف يتبعه سقوط كل قوارير الحكومة! المصطفة بجانب بعضها.

فلم يكن من الحكومة إلا أن لمّت نفسها وتعوّذت من الشيطان الرجيم، وقالت لجنان بو شهري: حاضر يا ستي، ولا تزعّلي نفسك، طلباتك أوامر، خلاص اعتبري ملف المعاشات الاستثنائية تم وضعه في الثلاجة! وأيضاً سوف نقوم بإعادة النظر فيما يتعلق بالبديل الاستراتيجي ومعاشات الموظفين والمتقاعدين.

وهنا أتذكر بسخرية موقف 12 نائباً في مجلس الأمة، هم: فلاح الهاجري، متعب الرثعان، محمد المهان، خالد الطمار، عبدالهادي العجمي، حمد الرقيب، مبارك الطشة، ماجد المطيري، عبد الله فهاد، محمد هايف، بدر سيار، بدر العنزي. عندما اعترضوا مجتمعين على قرار وزير التربية د.حمد العدواني، بوقف الابتعاث للطلبة للاختصاصات الطبية إلى كل من مصر والأردن، مطالبين الوزير بسحب القرار.

لكن وزير التربية لم يلتفت لهم، ولم يرتعد من تهديداتهم ذات الكلمات الملتهبة! منها تهديد النائب متعب الرثعان لوزير التربية حينما طالب بـ «إنهاء هذا النهج حالاً و إلا فسيكون الثمن غالياً».

لكن وعيد وتهديد النائب متعب لم يتعدّ محيط حنجرته!

سؤال الحكاية:

لماذا استطاعت ونجحت (السيدة) جنان بو شهري لوحدها في إجبار الحكومة على أن تتوقف عن استكمال وتنفيذ ملف المعاشات الاستثنائية، بينما لم يستطع 12 نائباً (رجلاً) في وقف قرار وزير التربية الخاص بالبعثات الدراسية لمصر والأردن، على الرغم من أنه أقل أهمية من قرار المعاشات الاستثنائية؟!

جواب الحكاية:

لأن جنان بو شهري أمسكت بكرة البولينغ وهددت بها بصدق وأمانة وبظهر حُر ومكشوف!