محمد الرويحل: «السيارة مش عم تمشي!!»

زاوية الكتاب

كتب محمد الرويحل 3615 مشاهدات 0


الجميع يعرف أن التركة ثقيلة والمشاكل كثيرة والهموم كبيرة، ونعلم أن كل ذلك نتيجة لسنوات عدة انتشر فيها الفساد والمحسوبيات، وأُهدر المال العام لشراء الولاءات والاصطفافات، وأصبح البلد متخلفاً عن محيطه بسبب الصراع السياسي العبثي، لذلك بلغ الإحباط في نفوس المواطنين ما بلغ إلى أن أعيد لهم الأمل والتفاؤل في الخطاب التاريخي لسمو الأمير، الذي اختار بعده المواطنون من يمثلهم وفقاً لما جاء فيه، كما أنهم حثوا نوابهم على التعاون مع الحكومة حتى يتسنى لها الاستقرار والإنجاز وحل مشاكلهم وفقا للتنسيق بينهم لما يمكن إنجازه على عجل، وقد تحقق ذلك خلال أقل من شهرين في دور الانعقاد الأول.

ولأن التركة ثقيلة وكبيرة ومنظومة الفساد فقدت تأثيرها بالقرار والنفوذ، وتتربص بالعهد الجديد الذي رفض التحالف معها أو الخضوع لرغباتها، فإن المواطنين يدركون ذلك، وقد يعذرون الحكومة على بطء تحركها، لكنهم لا يمكن أن يجدوا عذراً لعدم حلها لمشاكلهم العالقة منذ عقود، فالإنجازات تبدأ بخطوات ملموسة يشعر بها المواطن، وهذا ما لم يحدث حتى الآن، وهو ما سيعيدنا للمربع الأول والشعور بالإحباط من جديد، خصوصاً بعد صدمة الرواتب الاستثنائية التي كادت تعصف بالعلاقة بين المجلس والحكومة، وتسببت بالإحباط والتذمر للمواطنين الذين أبدوا اهتمامهم لدعم الحكومة والدفاع عنها رغم أنها لم تحقق ما كانوا يتطلعون له، والذين تزداد معاناتهم بسبب الغلاء المعيشي، وتجمد رواتبهم منذ عدة سنوات دون زيادة تذكر، يتحملون أقساط القروض والإيجارات المرتفعة ورواتب الخدم والسيارات المقسطة والارتفاع الجنوني للأسعار التي لا رقابة عليها ولا رادع يوقفها عند حد.

هذا بالإضافة لشوارع مترهلة سيئة تعرض حياة الناس للخطر، وتكلفهم المزيد من الأعباء لإصلاح سياراتهم التي تتعرض للتلف بسبب ذلك، أضف إلى ذلك الصحة التي لم يشعر المواطن بأي خطوة نحو إصلاح منظومتها، وإن ذهبنا للتعليم فالحال كما هي، وربما القضية الإسكانية بقيت رهن قانون المدن الإسكانية الذي أُقر قبل فض دور الانعقاد الأول، وقضايا البدون التي تزداد تفاقما وخطورة، والمهجرين والمحكومين بقضايا الرأي، وغيرها من القضايا العالقة التي قد تغير مزاج الشارع من مؤيد وداعم للحكومة إلى معارض لها ما لم تبدأ بخطوات ملموسة على أرض الواقع.

يعني بالعربي المشرمح:

«السيارة مش عم تمشي، بدها حدا يدفشها دفشة»، يا حكومتنا الموقرة، عليكم أن تتعاونوا لتحريك عجلتها وتشغيلها حتى تتمكن من السير والوصول بكم وبالشعب لتحقيق آمال الوطن والمواطنين.

تعليقات

اكتب تعليقك