جيهان بركات: مقام المحو
فن وثقافةيونيو 2, 2023, 9:22 م 804 مشاهدات 0
"وِرْدٌ يُرَدَّدُ في الحنايا..
هامسًا..
وأذوبُ صَعْقًا..
من مَسِيسِ صَدَاه!"
هو الوِردُ الذي يملأ جنبات الروح همساً إيمانياً يكاد يذيبها بصداه الجميل الهمس ،الجليل الحس.
هنا الشاعرة المصرية القديرة جيهان بركات تكتب نصاًّ روحانيًّا مشرق الكلمات ، مغدق العبارات ،يشف عن روحٍ شفيفةٍ تتلمس سر الوجود، وقلب يتوضأ بنبض الإيمان:
نَبْضٌ يُتَمْتِمُ: «يا حبيبي»..
بَدْؤهُ قلبي..
وعند شَغافِ قلبكَ..
مُنْتَهاه.
وِرْدٌ يُرَدَّدُ في الحنايا..
هامسًا..
وأذوبُ صَعْقًا..
من مَسِيسِ صَدَاه!
فإذا أتاكَ..
فقُمْ وأُمَّ صلاتَهُ..
واقبلْ مُريدًا..
كمْ تمنَّى..
أن تضُمَّكَ مَرَّةً..
عيناه.
في جَذْبَةِ الوَجْدِ التي..
في سُكْرِها..
تُسْتَعْذَبُ الأنَّاتُ هادرةً..
وتَحْلو الآه!
يا لي!
لقد مَسَّ الرَّبيعُ مُبَاركًا..
خاوي الجذوعِ..
فأثمرَتْ برؤاه!
وتَلَعْثَمَتْ لُغَتي..
عَيِيتُ، ولمْ أُبِنْ..
كُلِّي يُرَدِّدُ خاشِعًا:
«الله»!
هذا مَقامُ المَحْوِ..
أقْبِلْ..
سوف نفنَى..
ثم نغدو واحدًا..
متفردًا..
في أرضِهِ وسَمَاه.
وتُؤَرِّخُ الصَبواتُ..
مَوْلِدَ بهجتي..
بالرعشةِ العشرينَ..
من نِيسانِ..
بينَ أصيلِ أشواقي..
ومَغْرِبِ وَحْشَتي..
لا ليلَ بعد وصالِنا..
أخشاه.
من ديوان: المنح والمنع بحسبان
تعليقات