فالح بن طفلة: في حضرة الطهر
فن وثقافةالآن مايو 30, 2023, 7:10 م 1045 مشاهدات 0
"والكون عند لقائنا
يختال في ثوب الزفافِ"
حين تستريح القلوب العاشقة على ضفاف الوصل والهناء، لاترى الكون إلا باسماً، مشرق الأنحاء ، وكأنه عريس يزهو بثوب الزفاف ،
ماأجمله من تشبيه ابتكره شاعر يرتدي شعره ثوب الإبداع، هو الرائع فالح بن طفلة ، إذ يرسم لوحة شعريةً عاطفيةً متوهجةً مفرداتٍ وصورا:
مدي يديكِ ولا تخافي..
وتنفسي عطر الشغافِ
وتنزَّلي كالغيث يحيي
الأرض من بعد الجفافِ
وتدللي فحروف شعري
دانياتٌ للقطافِ
ولأجل عينكِ سوف
أُبْدِعُ..سوف أكتبُ باحترافِ
فأنا خبير صناعةِ
المعنى وعرَّابُ القوافي
يا خمر أشواقي الذي
مزجَ الأنوثةَ بالعفافِ..
نظراتنا تغني الهوى
عن كل ضمٍّ وارتشافِ
وكلامنا فيه الشفاءُ
لكل أعراض التجافي
قلبان يجمع بيننا
صدق المودةِ والتصافي
وكأن طهر غرامنا
قمرٌ يطلُّ على الضفافِ
والكون عند لقائنا
يختال في ثوب الزفافِ..
يا كعبة الحسن التي
يحلو بساحتها طوافي
سَمَحَ الزمان بموعدٍ
قد ضمَّنا..والنحسُ غافي
فأخذتُ أشكرُ لحظةً
قنَصَتْكِ يا ريم الفيافي
ومن العجائب أنني
أرضى بميسورِ الكفافِ..
وأماميَ الحسن الذي
يدعو الجوارح لاغترافِ
لكنْ عَفَفْتُ كعادتي..
بخلائقٍ تأبى انحرافي
ورأيتُ فيكِ رزانةً
ثَقُلَتْ فلستِ من الخِفافِ
يا حبيَ الأنقى ويا
أملاً أطلتُ به اعتكافي
هل تسمعين مشاعراً
في الصدر تشهد باعترافي.؟
فالنبض جمهورٌ..لعشقكِ
راح يلهجُ.. بالهتافِ
والروح نحوكِ لا تكُفُّ
عن اشتياقٍ والتِهافِ
كوني الملاذ لغربتي
فلقد تعبتُ من المنافي
أحتاج قربكِ فافتحي
لمراكبي كل المرافي
وتأكدي أني إذا
أقْبَلْتُ لا أنوي انعطافي
وبأنَّ عهدي ثابتٌ..
وبأنَّني في الحب وافي
تعليقات