فالح بن طفلة: في حضرة الطهر

فن وثقافة

الآن 1045 مشاهدات 0


‏"والكون عند لقائنا
‏يختال في ثوب الزفافِ"

حين تستريح القلوب العاشقة على ضفاف الوصل والهناء، لاترى الكون إلا باسماً، مشرق الأنحاء ، وكأنه عريس يزهو بثوب الزفاف ،

ماأجمله من تشبيه ابتكره شاعر يرتدي شعره ثوب الإبداع، هو الرائع فالح بن طفلة ، إذ يرسم لوحة شعريةً عاطفيةً متوهجةً مفرداتٍ وصورا:

مدي يديكِ ولا تخافي..
‏وتنفسي عطر الشغافِ

‏وتنزَّلي كالغيث يحيي
‏الأرض من بعد الجفافِ

‏وتدللي فحروف شعري
‏ دانياتٌ   للقطافِ

‏ولأجل عينكِ سوف
‏أُبْدِعُ..سوف أكتبُ باحترافِ

‏فأنا  خبير   صناعةِ
‏المعنى وعرَّابُ القوافي

‏يا خمر أشواقي الذي
‏مزجَ الأنوثةَ بالعفافِ..

‏نظراتنا تغني الهوى
‏عن كل ضمٍّ وارتشافِ

‏وكلامنا فيه الشفاءُ
‏لكل أعراض التجافي

‏قلبان  يجمع  بيننا
‏صدق المودةِ والتصافي

‏وكأن  طهر  غرامنا
‏قمرٌ يطلُّ على الضفافِ

‏والكون عند لقائنا
‏يختال في ثوب الزفافِ..

‏يا كعبة الحسن التي
‏يحلو بساحتها طوافي

‏سَمَحَ الزمان بموعدٍ
‏قد ضمَّنا..والنحسُ غافي

‏فأخذتُ أشكرُ لحظةً
‏قنَصَتْكِ يا ريم الفيافي

‏ومن العجائب أنني
‏أرضى بميسورِ الكفافِ..

‏وأماميَ الحسن الذي
‏يدعو الجوارح لاغترافِ

‏لكنْ عَفَفْتُ كعادتي..
‏بخلائقٍ تأبى انحرافي

‏ورأيتُ  فيكِ  رزانةً
‏ثَقُلَتْ فلستِ من الخِفافِ

‏يا حبيَ  الأنقى  ويا
‏أملاً أطلتُ به اعتكافي

‏هل  تسمعين  مشاعراً
‏في الصدر تشهد باعترافي.؟

‏فالنبض جمهورٌ..لعشقكِ
‏راح  يلهجُ.. بالهتافِ

‏والروح نحوكِ لا تكُفُّ
‏عن اشتياقٍ والتِهافِ

‏كوني الملاذ لغربتي
‏فلقد تعبتُ من المنافي

‏أحتاج قربكِ فافتحي
‏لمراكبي كل المرافي

‏وتأكدي  أني  إذا
‏أقْبَلْتُ لا أنوي انعطافي

‏وبأنَّ عهدي  ثابتٌ..
‏وبأنَّني في الحب وافي

تعليقات

اكتب تعليقك