د.ناصر أحمد العمار: لهذه الأسباب لجأ الأحداث للمخدرات

زاوية الكتاب

كتب د. ناصر العمار 392 مشاهدات 0


تؤكد الجهود المبذولة أن أسباب لجوء الأحداث «من 7 - 18 عاما» لتعاطي المخدرات كثيرة، منها:

1 - التقليد، من مؤشراته تقليد الكبار ممن يتعاطون المخدرات من باب التجربة، وقد يكون الشخص المقلَّد بمنزلة القدوة له في ظل غياب وانعدام الرقابة الوالدية المطلوبة.

2 - التمرد على السلطة، التي تمثلها السلطات المختصة من باب التحدي حتى يثبت لهم العكس، وأحيانا كثيرة، التمرد على السلطة الوالدية بسبب ضعف شخصية الأب والأم أو عدم قدرتهما على تربية أبنائهما، أو ضعف ثقة الوالدين بأنفسهما وهنا الطامة الكبرى.

3 - لجوء المتعاطي (الحدث) إلى إثبات وجوده (أنا هنا) أمام أسرته والمجتمع وأولهما الوالدان، وذلك بعد أن افتقد الطرق والوسائل التي يستطيع من خلالها إثبات ذاته المسلوبة وإبراز هويته المفقودة بالطرق المشروعة.

4 - السفر للبلدان المفتوحة التي يسهل فيها الوصول إلى عالم التعاطي بسهولة ويسر بعيدا عن رقابة الأهل.

5 - الرغبة في أن يكون محور اهتمام الآخرين! نتيجة الشعور بالإهمال والتهميش الأسري والمجتمعي، وأنه لم يحقق ما كان يصبو اليه، وقد يكون فردا مجتهدا قام بما يستوجب القيام به، لكنه فشل في تحقيق ما تريده أسرته أو ما يريد المجتمع من إنجازه، لا ما يريد هو إنجازه!

6 - فقدان الأمان، وهذا أسوأ ما يشعر به المتعاطون من فئة الأحداث في كنف أسرهم ومجتمعهم، ليبحثوا عن الأمان بين رفاق السوء الذين يتلقفونهم ويقدمون اليهم الأمان المزيف والمغلف بشعور التعاطي، ويجيدون من خلاله قتل الإحساس بالخوف وبلادة المشاعر، والشعور المرحلي الوقتي الذي يشعره بالأمان المطلوب وهو أمان مرحلي سرعان ما يتلاشى ليصل بعدها إلى مرحلة الإدمان، ومن ثم يصعب التخلص من المخدرات والنتيجة (سجن، موت، عاهات مستديمة)!

7 - الحرمان، نتيجة عدم إشباع الحاجات الجسمية، النفسية، الاجتماعية، عندما كان في مراحل تكوين شخصيته، فيلجأ حينها للتعويض والبحث عن إشباع حاجاته لسد الحرمان والاحتياجات التي يجب أن نوفرها لأبنائنا في مراحل تكوينهم المرحلي، ونعترف بأخطائنا التي تسببنا (المجتمع) بها لهم، ودفعوا هم ثمنها.

أما العوامل الاجتماعية فكثيرة، منها:

أ: التفكك الأسري، عدم الاهتمام بالتنشئة الاجتماعية، عدم بث القيم والمعايير الأخلاقية والدينية، عدم قيام الأسرة بدورها كسلطة ضابطة، عدم تنمية وعي الشباب بالآثار المدمرة للمخدرات، عجز الأسرة عن توفير الأمن والطمأنينة لأبنائها بسبب خلافات الوالدين وغيرها.

ب: عوامل نفسية: سوء تكيف جتماعي نتيجة فشلنا في تهيئة البيئة الاجتماعية الصالحة لهم وفق معايير قيمية دينية، سوء توافق مع الذات نتيجة ما سبق ذكره ينتج عنه اختلال توازن اجتماعي ونفسي بسبب شطارتنا في تكسير (مياديفهم) وتحقير أفعالهم دون ابداء الأسباب والمبررات من قبل الوالدين.

ج: عدم وجود دفء عاطفي من قبل الوالدين، نتيجة بخل والدي وجفاء في التعامل دون أن نعلم! عدم محاسبة الأب أو الأسرة لأفعال أبنائهم الخاطئة وترك الحبل على الغارب دون اكتراث مغلف بسذاجة بغيضة، صراع الوالدين والخلافات المتكررة تؤثر على استمرار صحة الأبناء وسلامتهم النفسية.

تعليقات

اكتب تعليقك