نوريه الصبيح عجزت عن تقديم القدوة، وقامت بالانتقام بتصفية حسابات شخصية ومن المحسوبين على سلفها الطبطبائي وتشكيل محاكم التفتيش
زاوية الكتابكتب أغسطس 30, 2007, 10:21 ص 548 مشاهدات 0
حملة إنقاذ
التربية والتعليم!
د. فارس مطر الوقيان
الخميس, 30 - أغسطس - 2007
لم يستفز الذات المفكرة في الكويت مشهد، اكثر من مشهد صورة معالي وزيرة
التربية والتعليم العالي المنشورة في كل الصحف وهي تبتسم فرحة ومتشحة برداء
الفخر بين اكوام الصناديق والكراتين للبرهنة عن استعداد الوزارة لتوفير الكتب
الدراسية للعام الدراسي القادم، فمن المراقبين التربويين من ضحك حتى استلقى
على ظهره وآخرون من اولياء الأمور والعامة من استغرب وظن ان الصور مقلب تربوي
فريد من نوعه على طريقة الكاميرا الخفية، فكيف بوزيرة اهم قطاع متعلق بفكر
ووعي وبواقع ومستقبل اجيال الكويت، تنحي جانبا كل الملفات العملاقة كركاكة
المناهج التربوية التي لا تناسب روح العصر، وضعف التقنيات التربوية وهشاشة
مخرجات التعليم في التخصصات العلمية، ناهيك عن ظواهر سرطانية كالدروس
الخصوصية، والمحسوبية والانحراف السلوكي... لتتفرغ لمهمات توكل عادة لرؤساء
اقسام وأمناء مخازن التعليم مثل جاهزية الكتب وتوفير الطاولات المدرسية!
يبدو ان معالي الوزيرة قد عجزت عن تجسيد القدوة والنموذج لدى الاساتذة
والمسؤولين والطلبة المنضوين تحت خيمة الوزارة، وخصوصا بعد تلقي الناس خبر
توزيرها في اللحظة الاخيرة بنوع من انواع الوجوم والصدمة، فعلى عكس ما كان
متوقعا منها بالمبادرة بتحسين الصورة قامت بالانتقام من هذا الشعور العام
بتطبيق سياسة تصفية الحسابات الشخصية من الخصوم والمحسوبين على الطبطبائي
الوزير السابق وتشكيل محاكم تفتيش وإقصاء بحقهم.
لقد بلغ سيل التعليم في الكويت الزبى، وطفح كيل المواطنين وأولياء الأمور من
حالة الانحدار التربوي التي يرونها في ابنائهم وفلذات اكبادهم حتى تخلى اركان
العملية التربوية عن دور المساهمة بإنقاذ وتطوير التعليم، فالتذمر والتحلطم
هو الاوكسجين الذي يتنفسه الاساتذة وابتعدت جمعية المعلمين عن مطبخ القرار
التربوي لأن انتقادها للأحوال التربوية يضعها بين مطرقة الأسرة التربوية التي
تدافع عن مصالحها وسندان وزيرة مركزية لا تقبل بالانتقادات ولا تقدر مطلب
الإصلاح الضروري بل تفضل الانحدار الرهيب في التربية وضرب الوعي الكويتي في
جذوره وأساساته على ان تعترف بعجزها عن ادارة الوزارة!
حالة الصمت الكبير الذي يلف الأوساط التربوية والبرلمانية ازاء ازمة التربية
ادى الى تراكم مشاعر سلبية واحباط عميق لدى الناس حتى تشكل رأي عام كويتي
يذهب الى أقصى مدى في تفسيراته الموغلة في التشاؤم وابرزها ان هناك
استراتيجية مبرمجة لإفساد التعليم حتى يفر اولياء الأمور من تسجيل ابنائهم في
التعليم العام والاتجاه للتعليم الخاص الربحي لتنفيع ثلة من التجار
المتنفذين.. لو صدقت تلك الرواية لاعتبرت أكبر جريمة ترتكب بحق الوطن.
الوسط
تعليقات