الحكومة ماتت سريريا ووليد الطبطبائي والمسلم والحربش حاولوا تمرير معاملات علاج غير قانونية (صلاح الفضلي)
زاوية الكتابكتب أغسطس 30, 2007, 10:24 ص 552 مشاهدات 0
فلسفة
كانت ناقصة وكملت
صلاح الفضلي
الخميس, 30 - أغسطس - 2007
يروى في قصص الأمثال الشعبية أن أحد الأشقياء كان يتعيش على ما يأخذه بالقوة
من الناس، وفي أحد الأيام وقف على الجسر فلما رأى شخصاً حافياً أسمه جمعة
استوقفه، وقال له «لازم تدفع آنة (عملة قديمة)، فرد جمعة: وليش أدفع آنة،
فقال الشقي لأنك حافي القدمين، فقال جمعة «وهو الحافي عنده آنة؟! ، فدفعه
الشقي في صدره فسمع صوت دجاجه في عبه، فقال: وعندك دجاجة بعد، صاروا آنتين،
فقال جمعة: هذا كله من زوجتي، قالت لي وصل الدجاجة لبيت أختي، فقال الشقي: ها
وتسمع كلام زوجتك، صاروا ثلاث آنات، فقال جمعة للشقي: صدقني ما عندي ولا آنة،
فضربه الشقي على رأسه فبانت صلعته، فقال الشقي: وهم أنت أصلع، الآن صاروا
أربع آنات، فصاح جمعة: «أربع آنات، أويلي على بختك يا جمعة»، فقال الشقي: وهم
أسمك جمعة، كانت ناقصة وكملت، فصار مثلاً لمن تتوالى عليه المصائب والمشاكل.
هذا المثل ينطبق على الحكومة، فيبدو أن المشاكل تلاحقها باستمرار، فما أن
تخلص من مشكلة إلا وتقع في أخرى، ولعل ما حدث من حريق في مستشفي الجهراء هو
أخر ما كانت تتمناه الحكومة، فهي كان لديها ما يكفي ويزيد من المشاكل، ولم
يكن ينقصها غير حادثة الحريق الذي أدى إلى استقالة وزيرة الصحة معصومة
المبارك، وكأن لسان حال الحكومة يقول «كانت ناقصة وكملت». استقالات الوزراء
المتتالية أصبحت أشبه ما تكون بقطع الدومينو المستندة إلى بعضها، فما أن تسقط
واحدة حتى تسقط البقية بالتتابع، وأصبحت الحكومة مثل الملاكم المغلوب على
أمره في زاوية الحلبة حين يتلقى لكمات متتالية من خصمه وهو لا حول له ولا قوة
عاجز عن الدفاع عن نفسه.
وإذا كانت أخطاء الحكومة لا تعد ولا تحصى ومن واجب أعضاء مجلس الأمة مراقبتها
ومحاسبتها إلا أن موقف العديد من الأعضاء فيما يخص وزارة الصحة وملف العلاج
في الخارج بالذات يقدح في مصداقيتهم في انتقاد الخدمات الصحية وتجاوزات
الوزيرة، فأغلب النواب المنتقدين لتضخم ملف العلاج في الخارج بما فيهم نواب
الاستجواب وليد الطبطبائي وفيصل المسلم وجمعان الحربش هم جزء من المشكلة من
خلال محاولاتهم تمرير معاملات ناخبيهم حتى لو لم تكن قانونية، ولا أدل على
ذلك من لوحات الشكر المنتشرة في الشوارع تشكر هؤلاء النواب وغيرهم على
«المساعدة في العلاج بالخارج»، ولذلك ينطبق على هؤلاء قول الشاعر:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
أما وضع الحكومة فأصبح مثل وضع المريض الميت سريرياً المعتمد في بقاءه على
أجهزة الإعاشة، وهكذا مريض يستحق أن تنزع منه أجهزة الإعاشة حتى يُريح
ويستريح، وكما يقال فإن إكرام الميت دفنه، فلا جدوى من محاولة إطالة عمر
الحكومة الحالية لأنها لم تعد قادرة على الاستمرار أكثر من ذلك. لكن المشكلة
الحقيقية أنه حتى لو رحلت هذه الحكومة فإنه لا أمل في أن تكون الحكومة
القادمة مختلفة عن سابقاتها ما دامت عقلية وطريقة تشكيل الحكومة كما هي،
وخاصة أن يدي رئيس الوزراء كما هو واضح ليست مطلقة في تشكيل الحكومة
وإدارتها. وفي الوقت الذي تعاني فيه الحكومة من توالي المصائب عليها هناك من
يضحك من خلف الكواليس وهو يراقب الموقف.
في ظل الظروف والتوازنات المعقدة فإن السيناريو الأقرب هو تعديل وزاري موسع
في محاولة لإطالة عمر الحكومة الحالية، وهذا لن يحل المشكلة المزمنة، بل
سيؤجلها لبضعة أشهر، وتظل الأمور على حالها، والوطن هو من يدفع الثمن.
الوسط
تعليقات