عروب الرفاعي تكتب أن مجلس الأمة مثل مسرحية مدرسة المشاغبين

زاوية الكتاب

كتب 535 مشاهدات 0


مدرسة المشاغبين عروب السيد يوسف الرفاعي الخميس, 30 - أغسطس - 2007 لا أدري لماذا أتذكر مسرحية «عادل إمام» الشهيرة «مدرسة المشاغبين» وأنا أتابع اداء ممثلينا في مجلس الأمة، وكلما حاولت ايقاف نفسي عن الربط بينهما عادت الاحداث المتتالية لتجدد ذاك التشابه، مع احترامي للجميع سواء من ممثلي المجلس او ممثلي المسرحية. في مدرسة المشاغبين تعاني الادارة المدرسية، التي يقابلها في واقعنا الحكومة، من ضعف الانجاز والرؤية، ويستغل الطلبة (ممثلونا في المجلس) ذلك ليضعوا طاقم التدريس (الوزراء) في عشرات المواقف المحرجة ويقضي الناظر (رئيس الحكومة) وقته في البحث عن مدرس يقبل تحمل تمادي الطلبة وتطاولهم، فأغلب الطلبة قد استمرأ الاستهزاء بالمدرسين بحق وبغير حق. احيانا اخرى يخطر في بالي ان ادارة مجلس الأمة هي من يشبه ادارة المدرسة، وأنها أصبحت تستمتع بالعرض المسرحي اكثر من استمتاع بعض المشاهدين بما يدور. في مدرسة المشاغبين تكون المشاغبة أكثر من الإنجاز، ويتفنن الممثلون في إطلاق النكات، وسجع الجمل الساخرة والتباهي بقدرتهم على تطفيش المدرسين الجدد، مما يمثل نوعا من الكوميديا الساخرة التي تجعل المواطن يبدو كأنه يبتسم، بينما قلبه يتقطع من الأسى على حال الوطن. وفي مدرسة المشاغبين يجد الطالب نفسه مختلفا في حالة لو رغب في إعطاء المدرسين فرص كافية للإنجاز وتروى في محاسبتهم، اذ انه يتهم بالخروج عن الإجماع العام وأنه متآمر مع ادارة المدرسة. وفي مدرسة المشاهدين كذلك، كما في الواقع، يحتار المشاهد في تحديد من الملوم في تدهور الأوضاع، أهي إدارة المدرسة أم مشاغبة الطلبة، أهي الحكومة أم المجلس؟ تمنيت ان يكون في المسرحية الأصلية ما يرمز الى وجود طرف ثالث له مصلحة في تدهور وضع المدرسة ربما نكاية بالسيد الناظر، وتمنيت أن أجد ما يرمز الى صحافتنا التي لعب بعضها دورا سلبيا في إدارة الأزمات المتكررة، إذ كان شعارها البحث عن الخبر الساخن او إيقاد النيران اذا اضطر الأمر لخلق عناوين قوية. ختاما أُرسل رسالة ملؤها الحب والتقدير للدكتورة الفاضلة معصومة مبارك التي خسرتها الوزارة، والتي نفخر بها كأول وزيرة امرأة اضافت الكثير للعمل السياسي في الكويت، ونسأله تعالى ان يجعل لنا مما نحن فيه مخرجا، ويهيئ لبلادنا أمر رشد، لعل الأيام القادمة تحمل الفرج.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك