أحمد الصراف: أيتها الدار البيضاء.. أين أنتِ؟
زاوية الكتابكتب أحمد الصراف سبتمبر 8, 2022, 10 م 385 مشاهدات 0
يعتبر فيلم «كازابلانكا» Casablanca واحداً من أشهر الأفلام في تاريخ هوليوود، وأكثرها رواجاً وشعبية.
تدور قصة الفيلم حول رجل وامرأة في حالة حب، ويضحيان بحبهما من أجل هدف أسمى، يصعب تخيله في أيامنا، ولكن البطلين تخليا عن أنانيتهما من أجل هزيمة النازيين.
أنتج الفيلم عام 1942، ولعب دوري البطولة فيه «همفري بوجارت» و«أنغريد برغمان»، وحقق نجاحاً هائلاً على الرغم من ميزانية إنتاجه المحدودة، وتواضع توقعات منتجه.
لا أتذكر كم مرة شاهدت الفيلم في صباي ومراهقتي، فأحداثه، وممثلته الرائعة «برغمان»، كانتا رفيقتي دربي لسنوات، ولا تزال الرفقة مستمرة من خلال أغنية الفيلم الشهيرة As Time Goes by، فكلما سمعتها انتابتني قشعريرة جميلة.
يلعب همفري بوغارت في Casablanca دور«ريك بلين»، الأميركي الذي يدير ملهى ليلياً في «الدار البيضاء» عندما كان المغرب، في فترة الحرب العالمية الثانية، يشكل مفترق طرق للجواسيس والخونة والنازيين والمقاومة الفرنسية.
تمتلئ مشاهد الفيلم بالدراما والكوميديا والحوار الساخر والمتعب. وتلعب برغمان دور «إلسا لونج»، المرأة الجميلة التي سبق أن وقع «ريك» في حبها قبلها بسنوات عندما كانا يعيشان في باريس، وتبلغ التراجيديا الذروة عندما اعتقد الأخير أنها تخلت عنه، وتركته ينتظر تحت المطر في محطة قطار، ممسكاً بالتذاكر بيده، ولكن الأمر كان خلاف ذلك.
في أحد أجمل مشاهد الفيلم، يبدأ «سام»، عازف البيانو في الحانة بالعزف، فتطلب منه «إلسا» أن يغني لها أغنية «As Time Goes By»، إلا أنه يتردد، ولكنه يرضخ في النهاية تحت إلحاحها، فيخرج ريك من غرفة خلفية، غاضباً، على صوت «سام»، ويصرخ به: لقد سبق أن طلبت منك ألا تعزف هذه الأغنية أبداً! ولكنه فوجئ بوجود حبيبته إلسا، وأنها هي التي طلبت سماع الأغنية التي كانا يعشقان معاً الاستماع إليها!
ترجعك الموسيقى ولقطات الكاميرا المقربة إلى ما كان يوماً بين الحبيبين من وله وحب، والذي انتهى بمرارة وحزن وندم، وظهور إلسا المفاجئ فتح كل الجروح القديمة، وكسر قشرة اللامبالاة التي كانا يتصنعانها، ولكن عندما يسمع قصتها، يدرك أنها كانت تحبه دائماً، لكنها الآن مع «لازلو»، بطل المقاومة الفرنسية!
أترك بقية أحداث الفيلم الدرامية لمن يود مشاهدته بنفسه.
***
«As Time Goes By» هي أغنية جاز كتبها هيرمان هوبفيلد عام 1931، وذاعت شهرتها مع الفيلم، وكانت الأغنية رقم 2 لعقود عدة، ولا تزال رائعة وتستحق الاستماع، وسبق أن شدا بها جيمي دورانت ولويس أرمسترونغ وفرانك سيناترا ونانسي سيناترا وهاري نيلسون وفيرا لين وبريان فيري وغيرهم.
جمال الأغنية يكمن في ما تعبر عنه من حنين إلى الماضي من خلال لحن رائع وكلمات أكثر روعة:
يجب أن تتذكري هذا.. القبلة هي مجرد قبلة.. والتنهيدة هي مجرد تنهيدة.. وعندما ينجذب اثنان من العشاق، ما زالا يقولان «أحبك»، يمكنك الاعتماد على ذلك، بغض النظر عما سيحمله المستقبل، مع مرور الوقت.
ضوء القمر وأغاني الحب أمور لا ينتهي تاريخها.
تعليقات