انور الرشيد لا يصدق التصريحات الحكومية

لم نعد نصدق الوعود التي تطلق هذه الأيام من قبل سمو رئيس مجلس الوزراء ووزرائه حول النهضة التنموية القادمة على كل الأصعدة وعود هوائية، أي أنها وعود للتخدير وللسرحان بطيبي النية ليحلقوا في أحلام لن ولم تتحقق ولن تصل حتى ابعد من سقف الغرفة، فهذه الوعود لو أحصيناها لما وجدنا بعارين تستطيع أن تحملها على غرار عجز البعارين عن حمل الفساد المستشري بالبلد، فكل العملية هي عملية توزيع ثروة يا سمو الرئيس منذ ظهور النفط وحتى اليوم، والقوانين الموجودة إن أردتم تطبيقها طبقتموها وإن لم ترغبوا في تطبيقها وجدتم ألف عذر وعذر. وذكرت في السابق في أكثر من مقالة وقلت إن كنتم جادين في الإصلاح وتريدون عمل نهضوي حقيقي يرفع من شأن البلد، فلن تستطيع تحقيق هذا الحلم بهذه القيادات الموجودة على رأس عملها، فغير قياداتك التي تعتمد عليها في انجاز هذا التغير لأن هذه القيادة هي التي سوف تنفذ خطط الحكومة وليس احد غيرها وهي التي قادت البلد في المرحلة الماضية والحالية المأساوية بكل معنى الكلمة إلى هذا الحد من التردي الحاصل في البلد ولا اعتقد أنهم لا ينفذون سياسة حكومة لمعرفتي بالكثير منهم لا يخيطون ولا يرتقون وكل همهم منصبهم وامتيازاتهم، ناهيك عن الوسيلة التي وصلوا بهذا لهذا المنصب أو ذلك، فالوصول إلى المنصب لدينا يا سمو الرئيس سهل جدا وله وسيلتان: الوسيلة الأولى هي وسيلة «هذا ولدنا لا تقربون صوبه وخلوه يسوي اللي يبي»، والوسيلة الثانية أن تكون ذا يد خفيفة وذمة واسعة، فكيف تريد من هذه النوعية من القيادات الحالية أن تعينك؟ هذا إذ كنتم جادين في قضية ما يسمى بالإصلاح، كما أن هذه القيادات يا سمو الرئيس حدث العاقل بما يعقل معظمها إن لم يكن كلها جاء لترضية فلان وعلان دون النظر إلى الكفاءة، وأيضا من غير المعقول أن الإدارة التي قال عنها القاصي والداني إنها إدارة فاشلة وفاسدة تستطيع أن تحقق طموحك التنموي، لذلك يا سمو الرئيس خلنا على طمام المرحوم وأرجوك لا تطلقون هذه التصريحات التي أصبحت أكثر من زبد البحر الذي يختفي بعد الموجة، وسو اللي تبيه دون إطلاق أي تصريح ودون الحديث عن هذا المشروع أو ذلك المشروع، ودع الأمور تسير على ما هي عليه ولن يحاسبك احد على شيء طالما أن عملية الإصلاح التي أطلقتها هي عملية وهمية لم ولن ولا تريدون أصلا أن تقوموا بها، لذا أعتقد أن السكوت في هذه المرحلة سوف يكون من ذهب وخيرا من الكلام والتصريحات التي لا تساوي حتى قيمة الحبر والورق الذي تكتب به. انور الرشيد