النعيس يكتب عن شجاعة وزيرة الصحة

زاوية الكتاب

كتب 491 مشاهدات 0


شجاعة الوزيرة معصومة ما يجري في الساحة السياسية هو أشبه بالبطولات الزائفة، بل محاولات سباق الزمن من أجل تحقيق انتصار زائف. ولعل ما حدث في الأيام السابقة يجعلنا نجزم بأن البعض من أعضاء مجلسنا الموقر ما هم إلا مجرد نواب يعيشون على استغلال الفرص ودغدغة المشاعر، فالحريق الذي نشب في مستشفى الجهراء ما هو إلا قضاء وقدر قبل كل شيء، ويعرف النواب الإسلاميون جيداً أنه لا راد لقضاء الله سبحانه وتعالى. إن الجهود التي بذلت من قبل إدارة المستشفى والأطباء وقسم التمريض ورجال الإطفاء ورجال الداخلية لا شك أنها ساهمت بشكل فعال في عدم اتساع رقعة الحريق، والحرص الكبير الذي أكده سمو رئيس الوزراء، وذلك بتفقده المستشفى واطمئنانه على المصابين وتعزية أهل المتوفين لا شك أنه يدل بشكل قطعي على أن الحكومة ورئيس وزارئها يعملون ويدركون جيداً حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم. ولذلك فإن وزيرة الصحة الدكتورة معصومة المبارك توجهت إلى المستشفى من أرض المطار بعد عودتها، وهذا يؤكد على حرص الوزيرة وإخلاصها في عملها. ولكن يبدو أن الأمر قد دبر بليل وقبل وقوع الحريق الذي جاء كالإنقاذ لنواب الاستجواب ومن يؤيدهم، فالاستجواب الذي قدم في الوقت الضائع والذي يتضمن محورين، أولهما العلاج في الخارج، وثانيهما حريق مستشفى الجهراء، نعتقد أنه غير منطقي بتاتاً. فلو تم النظر بشكل منصف وبعيداً عن العواطف ودغدغة المشاعر ولعب أدوار البطولة، فإن الوزيرة معصومة المبارك، استطاعت أن تقنن عملية الوساطات التي تضرر منها الكثيرون. ولعلنا نتأكد من أن الوزيرة نجحت في الحد من التجاوزات من قبل بعض النواب، فالدليل واضح بتأييد أكثر من ثلاثين نائباً غالبهم نواب الصمت والتأييد الحكومي المطلق، فقد منعت عنهم الوزيرة الدعم الحكومي وقطعت عنهم الأوكسجين الذي جعلهم يصرخون من شدة الألم. المهم واسطاتهم وشغل ناخبيهم والبلد آخر همهم وعسى يطقها سلال، ولو تحدثنا عن المحور الثاني، فهو غريب نوعاً ما، فهل كان سيسأل نواب الاستجواب الوزيرة عن القضاء والقدر، فالوزيرة وطاقمها وإدارة المستشفى بذلوا مزيداً من الجهود، ولكن لم يستطيعوا السيطرة على الحريق، فكما أكدت الإدارة العامة للإطفاء بأن مطفأة الحريق شغالة وأجهزة السلامة والإنذارات تعمل بشكل طبيعي. إذاً ما حدث لا يمكن أن تحاسب عنه الوزيرة، فبدلاً من أن يقدم لها كتاب شكر من مجلسنا الموقر على شجاعتها الكبيرة وتحملها المسؤولية وإصرارها على قبول استقالتها واحترامها لقسمها فإنه للأسف الشديد اتهمت بتقاعسها وضعفها. وإذا كان إيقاف الواسطات وإنهاء التنفيع على حساب المرضى تقاعساً، فالوزيرة هي متقاعسة وغير منصفة، فتحيتنا للموقف الشجاع لوزيرة شجاعة، ونتمنى أن نجدها عائدة إلى مهنة التدريس بالجامعة، ونتمنى لها التوفيق، ونتمنى لمجلسنا الموقر مزيداً من التعطيل والتأخير، ولا عزاء للتنمية في هذا البلد. مسفر النعيس
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك