فيحان العتيبي يطالب بالاحتكام الى الشارع للخروج من الاحتقان السياسي

زاوية الكتاب

كتب 532 مشاهدات 0


لنحتكم الى الشارع وفق الدوائر الخمس صحيح ان الكويت تتميز عن دول الجوار بسقف عال من الحرية وبخاصة في القضايا السياسية والاعلامية، لدرجة ان هذا السقف يزداد يوما بعد يوم بسبب انتشار المدونات وفتح الباب امام التراخيص الصحفية الجديدة، وهو بلا شك ظاهرة صحية امتاز بها المواطن الكويتي عن غيره باستنشاق هواء الديموقراطية الحقيقية مهما كانت سلبياتها، فأدت سخونة الأجواء السياسية في البلد خلال هذا الصيف وارتفاع درجاتها اكثر من درجة حرارة الطقس الى تساقط ثلاثة من الوزراء، الواحد تلو الآخر من اول جولة نيابية، إذ بدأت الحكومة مكشوفة ومعرضة الى المزيد من الضربات البرلمانية الموجعة التي قد تسقطها بأكملها في اي لحظة. من الواضح جدا ان حالة الرضا النيابية عن الحكومة لا تبشر بالخير لأن المؤشرات تؤكد ان اكثر من وزير حالي مهدد بالمساءلة السياسية، فوزير الداخلية ينتظره استجواب قادم مع بداية دور الانعقاد القادم، ووزير الشؤون هو الآخر على قائمة المستجوبين وملفاته تجهز حاليا، اما وزير الاوقاف فقد كان على أول القائمة وعلق استجوابه باستمراره في الحكومة، بمعنى ان حالة الاحتقان السياسي لن تنتهي باستقالة وزير او طي صفحة استجواب، فحالة الشد الدائم بين السلطتين التنفيذية والتشريعية سببها انعدام الثقة بين الحكومة والمجلس وعدم وضوح الرؤى للاتفاق على أجندة معينة لمناقشة القضايا العالقة بعيدا عن التشنج ومحاكمة النوايا واغلاق باب الحوار والتفاهم وفق القنوات الدستورية والقانونية. الحكومة للأسف الشديد مازالت تسير من دون خطة او برامج تنموية ولم تقدم الى البرلمان حتى الآن برنامج عملها وربطه بفترة زمنية محددة، بل ان الامور في البلد تسير على البركة وعلى طريقة «الهون أبرك ما يكون» لاسيما ان الخلل والعجز الحكومي في معالجة القضايا الاقتصادية والصحية والتعليمية جعل الوزراء فريسة سهلة امام الهجوم النيابي، فعلى سبيل المثال، النهوض بالاقتصاد الوطني لن يأتي من خلال تسهيل دخول الوافدين والأجانب بالأذونات السياحية والتجارية. ووقف تدهور الاوضاع الصحية لن يكون بوقف معاملات العلاج في الخارج، وحل قضايا التعليم لن ينفع معه سحب تراخيص المدارس الخاصة. الحل الامثل في نزع حالة التوتر الدائم والمستمر بين المجلس والحكومة يكمن في امرين لا ثالث لهما: اما باختيار وزراء اكفاء وغير ضعفاء وقادرين على التعاطي مع النواب،وزراء يشرّفون الكرسي الوزاري ولا يكونون مجرد موظفين كبار، واما لنحتكم الى الشارع الكويتي ويتم الدعوة الى الانتخابات البرلمانية المبكرة وفق الدوائر الخمس لتفرز لنا نوابا يمثلون الأمة الكويتية الحقيقية ولا يمثلون القبيلة او الطائفة او المناطقية او الحزبية. د.فيحان العتيبي
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك