يوسف الشهاب :الاستجوابات تصفية حسابات

زاوية الكتاب

كتب 455 مشاهدات 0


أسمع كلامك.. وأشوف أفعالك أي وظيفة حكومية أو قطاع خاص لا يجب أن تكون اولوياتها الراتب والاغراءات الاخرى من سكن وتذاكر ومصاريف مدارس خاصة وهاتف نقال على كيس الوظيفة وبقية الزفة الاغرائية الأخرى الجاذبة للوظيفة، لان كل ذلك أمر اعتيادي ومن يريد الزين يدفع وهو مغمض العين، بل ان الاهم من ذلك كله أوله وآخره هو الامانة التي يجب أن تبقى المقياس الأول للموظف حين أداء وظيفته والى جانبها النزاهة ونظافة اليد وكلها تمثل الوجه الحقيقي لطبيعة ونوعية هذا الموظف او ذاك.. لأن الفارق بين الطرفين ان الاول لا يعطي الامانة ولا النزاهة أي معيار او اهتمام وهو على استعداد ان يفعل كل شيء فيه اساءة لوظيفته وحتى سمعته، بينما الطرف الآخر تراه موظفا غايته الامانة والصدق والحفاظ على اسرار الوظيفة لانه مؤتمن عليها وراع لها. في هيصة الاستجوابات من عشاق الظهور الاعلامي الزائف والباحثين عن ازعاجنا وعدم اراحتنا من نواب المزايدات الرخيصة الساعين الى ادخالنا في ازمات لا يريدون نهايتها في هذه الاستجوابات يكشف هؤلاء النواب.. وسائل وعقودا وتقارير عن اداء العمل الوظيفي في وزارة الوزير المستجوب، وكل هذا لا غبار عليه إذا كان ضمن القنوات الدستورية والقانونية التي يحق للنائب ان يحصل عليها.. لكن الأمر حين يكون من خلال موظف يريد تصفية حسابات مع المسؤولين عليه لانه يريد حقا لا يملكه فإن اي تزويد بأي رسالة او عقد لاي نائب هو جزء من خيانة الامانة الوظيفية التي هو مؤتمن عليها وعليه أن يحافظ على اسرارها ولا يسعى الى كشفها تحت أي إغراءات أو سعي لتصفية حسابات قديمة مع المسؤولين عنه، واعتقد جازما ان هذه النوعية من الموظفين حين تأخذ هذا الطريق فإنها لا تستحق الوصول الى الوظيفة لانها لا تملك ادنى شروطها وهي الامانة وهذه مفقودة لديهم ولا خير في موظف على هذه الشاكلة. تسريب اسرار الوظيفة من اي موظف لاي نائب او اي انسان خارج اطار هذه الوظيفة امر لا تقره الاخلاق ولا يدل على مفهوم المسؤولية.. الا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالموظف مسؤول عن وظيفته وعليه ان يكون على قدر ومستوى هذه المسؤولية وهو امر يتساوى مع القبول بالرشوة لتمرير معاملة غير قانونية، وكلاهما يكون الموظف فيهما هو الترمومتر بين الامانة والخيانة وهما الوجهان المتناقضان في المعادلة الوظيفية وفي مستوى السلوك الاخلاقي للموظف من نظافة اليد الى الحفاظ على اسرار الوظيفة بكل صورها، وهذا ما يفتقده الكثير من الموظفين الذين ينظرون الى الوظيفة من خلال المعاش، حتى وان كانوا لا يعرفون مواقع مكاتبهم ببركات واسطة النواب ولا ادري كيف يقبل موظف راتبا شهريا يأكل منه وعائلته وهو لا يعرف طريق الوظيفة والمؤلم ان هؤلاء يتحدثون عن الامانة والصدق. * * * نغزة: أحد نواب المزايدات ومحترفي الاستجوابات طق الصدر باستعداده لايصال مساعدات الى بعض المحتاجين في العراق وعندما صارت الصجية اختفى، ولم ينطق بأي كلمة.. صحيح تجارة الكلام لا تحتاج الى اموال، اسمع كلامك يعجبني اشوف افعالك اتعجب.. طال عمرك. يوسف الشهاب
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك