د.مبارك العبدالهادي: حتى لا تفقدوا عقولكم

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 449 مشاهدات 0


«الطول طول نخلة والعقل عقل صخلة»، مثل شعبي يصف حال بعض المنفلتين عقليا الذين تكون تصرفاتهم عادة خارج النص، وهذا الأمر ينطبق تماما اليوم على بعض مدعي السياسة من المتسيسين الذين «ضيعوا المشية» ففي كل يوم في واقع وحال وتنظير وتفسير وتحليل، بل أصبحوا يسترسلون في مخيلتهم الواسعة برسم الأمور المستقبلية حتى باتوا يؤكدون أموراً لا صحة لها لأنهم يكذبون الكذبة ويصدقونها ويمررونها كالعادة على البسطاء الذين يريدون سماع أي معلومة إيجابية ترفع من إحباطاتهم وانتكاساتهم مما شهدوه من تراجع كبير في قضاياهم المستحقة، ومن هؤلاء بعض النواب الذين يسعون لتلطيف الأجواء ورسم الصورة الجميلة، ولكن بلا إطار يحميها من السقوط، فتجدهم تارة يساومون على بعض القضايا الشعبية، ويتعهدون بأنها ستمضي وستقرر خلال فترة وجيزة، وتارة أخرى يبررون بأن الوضع السياسي المعقد هو السبب في عدم حسمها، وغيرها من البلاوي التي لا تعد ولا تحصى، بل هناك من ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير بوضع سيناريوهات للمرحلة المقبلة، وما ستشهده من انتعاش غير مسبوق واستحقاقات غير متوقعة رغم أن وجودهم من عدمه في قبة عبدالله السالم كالكراسي المتحركة التي توجه وتدار حسب رغبة المستخدم.

الأنكى والأمر هم الذين خذلوا ناخبيهم في العديد من المواقف فأصبحوا خلال هذا الشهر الفضيل يغردون في أكاذيبهم التي لا تنتهي ويعكسون واقعهم السيئ ومواقفهم المخيبة، بل أصبحوا يتغزلون في العديد من أبناء الدائرة في استعطافهم ومحاولة كسبهم عبر التودد لهم لتجميل صورتهم تحسبا لأي تطورات مستقبلية بعد أن وصلت السكين للعنق والأمور تزداد من تعقيد إلى آخر. المشهد الآخر من عمليات توجيه الرسائل للشارع هي من بعض المفلسين الذين يلفتون الأنظار نحو قبولهم شعبيا، فأصبح التسابق بين كل الأطراف المتنازعة أيها يكسب الرهان في استقطاب أكبر عدد من المجاميع المؤيدة للالتفاف حولهم، لأنهم لا يزالون يعيشون في معتقداتهم السابقة بأن الشارع من السهل إقناعه ومحو الماضي من ذاكرته.

إن هؤلاء المتسيسين يجب أن يكونوا أكثر تعقلا وإدراكا حتى لا يفقدوا ما تبقى لهم من العقل، وبالتالي يصعب علاجهم، ويكون مسارهم كحال بعض المغردين الذين أصبح كل منهم يدافع عن معزبه بطريقة طفولية وقذف وسباب وغيرها من الألفاظ الشوارعية.

آخر السطر:

الهدوء من سمات الحكماء والتباهي من صفات الضعفاء.

تعليقات

اكتب تعليقك