علي البغلي: عيون الرضا عن كل عيب كليلة
زاوية الكتابكتب علي البغلي إبريل 17, 2022, 11:08 م 389 مشاهدات 0
كلنا نرى الأفلام والمسلسلات الأميركية عن الحياة المعاصرة في الولايات المتحدة الأميركية، ومعظمها يحتوي كمية من البذاءات اللفظية بين العبارة والأخرى! كما تحمل تلميحات غير مناسبة.. أما العنف والتعاطي والاتجار بالمخدرات.. فحدّث ولا حرج، لكننا لم نسمع يوماً من المحافظين هناك – أي في الولايات المتحدة – أن تلك الأعمال الفنية لا تمثل المجتمع الأميركي وتسيء إلى سمعته والمنتمين إلى ذلك الوطن، الذي يمثل أكبر وأقوى وأكثر دولة نفوذاً في العالم أجمع.
لذلك أصابتنا صدمة لبيان بعض جمعيات النفع العام في الكويت وبعض الأقلام المحافظة، والذي اتبعوا فيه خطوات ما قاله أحد نواب مجلس «تحديف الأحذية» و«الكراسي الموسيقية» و«الباركود المكشوف»، وهو أو المجلس وكثير من أعضائه من أسوأ المجالس التي كرّهتنا بالديموقراطية والانتخابات والتشريع والرقابة.. ونائب حدف الأحذية أقام الدنيا ولم يقعدها على مسلسل عربي يعرض على شاشة أكبر محطة تلفزيونية عربية شعبية MBC، التي لا يستطيع ذلك النائب ومن لفّ لفّه مسّها أو التأثير عليها «لا هم ولا اللي أكبر منهم»، والحمد لله أنها قناة سعودية تحررت مؤخراً من كل محظورات الفكر المحافظ المتشدد، بفضل قرارات قياداتها الشابة الحاسمة، لأننا بفضل الأصوات التي تسحبنا للقهقرى، وهي أصوات عفا عليها الزمن بسبب جبن وخوف ومراعاة قياديي حكومتنا لهم، وصلنا إلى قاع الحضارة المعاصرة وللأسف!
***
وحتى لا نلقي الكلام على عواهنه.. فإن الأخبار صدمتنا في أن أكبر صرح تعليمي في الكويت التعيسة، وهي جامعة الشدادية الحكومية، التي استغرق بناؤها 20 عاماً، هبطت إلى أدنى مستوى منذ 10 سنوات في تصنيف QS لعام 2022، حيث هبطت من مستوى 801 ـ 1000 لعام 2021 الى مستوى 1001 ـ 1200 لعام 2022، وهو ما يؤشر إلى أزمة عميقة تفرض على الجهات الرسمية والمعنية التحرك السريع، نظراً للانعكاسات السلبية لتدهور التعليم العالي (صحيفة الراي 11 ابريل 2022)، ونحن هنا نقف مصدومين أمام تلك الكارثة المزلزلة التي تعصف بالمجتمع الكويتي، لانحدار مستوى التعليم فيه إلى الدرك الأسفل، وهو – أي التعليم ومستوياته – هو من يعلي المجتمعات أو يهبط بها من السموات العُلا إلى أسفل السافلين.
ويحق لنا أن نتساءل: أين لاطمو الخدود شاقو الجيوب على عرض مسلسل أحداثه في الكويت على قناة سعودية، عن تلك المصيبة التي ألحقتنا بها حكوماتنا الرشيدة الحالية والسابقة، والتي أودت بتعليمنا إلى القاع؟! وهذا ما يفسره قول الإمام الشافعي رضي الله عنه: «عيون الرضا عن كل عيب كليلة، ولكن عيون السخط تبدي المساويا».
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تعليقات