داهم القحطاني: وزارة الصحة وكانتون «منطقة صباح السالم»

خلال بند الإحالات النيابية في ذات جلسة من جلسات برلمان 1996 طلب النائب الجديد مسلم البراك التعليق على اقتراح برغبة لرئيس المجلس آنذاك النائب أحمد السعدون يطلب فيه تعديل الحدود الإدارية لمنطقتي اليرموك وقرطبة لتتبع محافظة العاصمة بدلا من محافظة الفروانية، ما يعني نقل تبعية سكان المنطقتين من مستشفى الفروانية إلى المستشفى الأميري.

كانت هذه من المرات النادرة التي يعلق فيها نائب على بند إجرائي كبند الإحالات النيابية.

في مداخلته أوضح البراك أنه لا يعترض على اقتراح السعدون لكنه أراد لفت الانتباه إلى أن سكان منطقتي اليرموك، وقرطبة ما كانوا سيطالبون بنقل تبعيتهم لمستشفى أبعد لولا سوء الخدمات في محافظة الفروانية، ومن ضمنها مستشفى الفروانية.

الحالة هذه تكررت هذه الأيام بصورة أخرى عندما قررت وزارة الصحة وفي قرار غريب العبث في المفاهيم الجغرافية، حين منعت سكان منطقة صباح السالم من التبعية لمستشفى جابر القريب جدا من منطقتهم، وضم سكان مناطق أخرى أبعد جغرافيا.

القرار ضم مناطق السلام، وحطين، والزهراء، والصديق، ومشرف وغرب مشرف وبيان، وهي بالفعل قريبة من مستشفى جابر، لكنه عندما وصل إلى منطقة صباح السالم قرر القفز فوقها وضم المسايل، والفنيطيس، والمسيلة، وأبو فطيرة، وأبو الحصانية. 

هذه حالة غير مسبوقة، وفيها مظنة إما التفرقة بين المواطنين، وإما لا سمح الله موقف ما تجاه شريحة في المجتمع يغلب انتماء معظم سكان منطقة صباح السالم لها.

ولا يبرر كل ذلك تصريح الوزارة بأن الكثافة السكانية كانت هي المعيار، لأن المعيار الجغرافي هو الوحيد الذي يطبق في دول العالم لأنه يتضمن وحده العدالة.

كما أن طول المسافة بين المنطقة التي يسكن فيها المريض، والمستشفى قد تزيد من معاناته.

فكيف يمكن أن تقنع وزارة الصحة المواطن الذي يسكن في منطقة صباح السالم بأن عليه أن يقطع مسافة 15 كيلومترا لمستشفى العدان بدلا من 3 كيلومترات ونصف هي المسافة التي تفصله عن مستشفى جابر؟!

وفق منطق وزارة الصحة فإن منطقة صباح السالم تعتبر كانتونا يقع في وسط مناطق لا ينتمي إليها.

والسؤال الذي لم نتمنَ أن نطرحه، هل هناك في وزارة الصحة ممن اتخذ هذا القرار من يعتقد فعلا أنه يجب ألا تجمع الشريحة التي تنتمي إليها غالبية سكان منطقة صباح السالم مع شريحة أخرى تنتمي إليها غالبية سكان مناطق مستشفى جابر؟!