خالد الطراح: التأبين المضطرب للدكتور الخطيب!

زاوية الكتاب

كتب خالد الطراح 520 مشاهدات 0


ثبت بما لا يدعو للشك موقف رسمي ناكر للدور الوطني والعروبي، الذي قاده الراحل الدكتور أحمد الخطيب طوال مسيرته التاريخية، فقد أصدرت الحكومة بياناً مضطرباً، بياناً ينم عن حقيقة الموقف الحكومي من الراحل الدكتور أحمد الخطيب.

أصدرت حكومة صباح الخالد بياناً تؤبن فيه الدكتور أحمد الخطيب على مضض وخجل، حيث ذكرت فيه «مجلس الوزراء يؤبن عضو مجلس الأمة السابق الذي وفاه الأجل أمس، مستذكراً جهوده على مختلف الأصعدة لخدمة قضايا وطنه»!

تباهى صباح الخالد في مجلس الأمة بخبراته وعدم جزعه من «المنابر» بناء على خبرته الدبلوماسية، وهي مغالطة سياسية لا تغتفر، فقد بات من الواضح شكلية الخبرة الدبلوماسية وليس علمية ومهنية المنشأ، فقد تجاهل رئيس الحكومة مسيرة تاريخية للدكتور الخطيب ومسيرة حافلة.

نسي أو تناسى سيّان، صباح الخالد، رئيس الوزراء، الذي كما يبدو أنه لا يتقن الدبلوماسية الناعمة والضحية لمزاعم العداء، التي اختلقها البعض ضد الدكتور الخطيب، رغم أن الرمز الوطني صديق حميم للأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم وغيره كثر من أصحاب القرار.

تصدى الأخ العزيز النائب شعيب المويزري بشهامة معهودة، أثناء رثاء الدكتور أحمد الخطيب في مجلس الأمة، حين نطق بالقول الوطني الصريح ضد تجاهل وتقليل من شأن القامة الوطنية، كما ورد في بيان الحكومة، المضطرب سياسياً وإنشائياً.

لم يحمل د. الخطيب عداءً لأي طرف.. يقول رأيه بصراحة مطلقة في انتقاد الحكومة وسياساتها وقراراتها مكتفياً بتسجيل موقفه ناصحاً وليس شامتاً، من دون عداء شخصي لأحد، حتى من الذين يفجرون بالعداء ضده شخصياً، ويتمتم البعض الآخر في كواليس مغلقة ضد مواقف الخطيب وآرائه بالخفاء.

فات، ربما عمداً أو جهلاً على صباح الخالد إدراك أن الراحل المناضل العروبي والرمز الوطني الدكتور أحمد الخطيب هو من مؤسسي الدولة الحديثة ونائب رئيس المجلس التأسيسي ومن كتبة دستور الدولة.. فاتت كثير من الأمور على بصيرة رئيس الحكومة بحق خطيب الكويت السياسي.

لا يمكن أن نلتمس العذر لصباح الخالد وأعضاء الحكومة ومجلس الوزراء ككل، فالتعمّد كما يبدو كان واضحاً في التقليل من شأن القامة الوطنية الدكتور أحمد الخطيب، بل ربما الانتقام السياسي منه بعد وفاته!

فشل صباح الخالد بقيادة الحكومة منذ التشكيل الأول حتى الرابع، ولعل ما يؤكد ذلك صدور بيان التأبين المضطرب، الذي ينم عن جهل وتجاهل رسمي لكل الأدوار التاريخية للدكتور أحمد الخطيب، التي وثقها التاريخ الكويتي والعربي والدولي.

صدرت بيانات رثاء من سفيري أميركا وفرنسا وغيرهما، من دون تجاهل لمكانة وإنجازات الدكتور أحمد الخطيب، على عكس بيان حكومة الكويت! 

نقول لرئيس الوزراء صباح الحالد تمهّل وترفّق بتاريخ الكويت وصنّاعه وكتبة الدستور.

«فظيع جهـل مـا يجـري... وأفظـع منـه أن تـدري»!

المصدر: القبس

تعليقات

اكتب تعليقك