حسن العيسى: مشوار الألف ميل

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 1340 مشاهدات 0


تهنئة كبيرة للمهجرين في تركيا وأهاليهم وللمفرج عنهم في قضية العبدلي، وكلمة شكر لسمو الأمير صاحب القول الفصل في موضوع العفو، وشكراً لكل النواب الذين تحمَّلوا عبء العمل في ملف العفو هم ومَنْ معهم من المسؤولين وأصحاب الرأي، الذين فهموا أن التسامح وحكمة "عفا الله عما سلف" قد تكون نافذة لفتح أبواب الحوار العقلاني نحو بداية الإصلاح السياسي والاقتصادي، ولننتظر بقية قائمة من ستشملهم قرارات العفو حسبما أعلنته لجنة رؤساء المؤسسات الثلاث، حتى ترفع لسمو الأمير، والأمل كبير أن تشمل تلك القائمة كل أصحاب الرأي من مغردين وغيرهم، ما لم يكن في أقوالهم عبارات واضحة قاطعة تنضح بخطاب كراهية طائفية أو عرقية.

يظل مع ذلك الطريق للحرية طويلاً، فالقوانين التي شرعت منذ عام 2012 مثل قانون المدونات والنشر والإحالة لنصوص قوانين الجزاء في المجالس برعاية السُّلطة الحاكمة، وبمباركة وإقرار من النواب أو سكوتهم عن المطالبة بإلغائها، هي نقاط سوداء في وجه الدولة، ولابد من إزالتها، حتى تصبح الكويت بلد الإنسانية بالواقع الفعلي، وليس عبر المزايدات الخطابية المتزلفة في وسائل الإعلام المدجنة.

يفترض ألا تكون قرارات العفو نهاية الطريق، بل بدايته، لردم ركام كبير من سنوات طويلة لقمع الرأي تزامن معها انتشار قضايا الفساد من سرقات ضخمة للمال العام وغسل أموال واستغلال نفوذ حتى أبسط قضايا الرشا بغرض "تزييت المعاملة"، والتي لم تسلم منها أي من مؤسسات الدولة، وهناك قضية البشر البدون وما يلقونه من إهمال وتعنت من الإدارات الحكومية في أبسط شؤونهم الحياتية، كلها مسائل ليست سهلة في حلولها، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة بتعبير ماو تسي تونغ.

تعليقات

اكتب تعليقك