19 عاما مضت... ولن ننسى

محليات وبرلمان

ذكرى الغزو العراقي الغاشم تمر وسط ضغوطات كبيرة لإسقاط التعويضات

1512 مشاهدات 0



في مثل هذا اليوم، وفي ليلة صيفية تشبه أجوائنا الحالية قبل تسعة عشر عاما، اجتاحت القوات العراقية الغازية أرض الكويت الطاهرة، وحاولوا القبض على رموز البلاد، إلا أن ارادة الله لم تمكنهم من ذلك، فبشطوا بالأبرياء وانتهكوا الحرمات وقتلوا الشيوخ والنساء والأطفال في منظر لم يعتاد عليه أبناء الكويت ومن يقيم على أراضيها، فالناس كانت تعيش في سلام ورخاء.
وتأتي الذكرى التاسعة عشر في ظل ضغط متواصل على الكويت لإسقاط التعويضات عن العراق والتي تبلغ 58 مليار لم يسدد منها سوى 15 مليار بينما يتبقى 43 مليار دولار أمريكي، وتمارس الحكومة العراقية ومجلس النواب كل أنواع الضغط لتحقيق الهدف، آخرها زيارة رئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي الى واشنطن التقى خلالها الرئيس الأمريكي باراك اوباما، الذي قال أنه من غير المنطقي ولا المعقول ان يتحمل العراق حماقات دكتاتور مخلوع!!
وكتب الأمين للأمم المتحدة بان كي مون في تقريره 'أشجع بقوة العراق وأصحاب المصلحة الآخرين، على أن يناقشوا حلولا بديلة لمشكلة التعويضات واسقاط الديون المستحقة، بما في ذلك من خلال الاستثمار، وذلك من أجل المصلحة المتبادلة للشعب العراقي والمنطقة ككل'.
وعلى الرغم من ذلك سنظل نذكرونشاهد عبر شاشات التلفاز، ونقرأ عن  تفاصيل هذه الذكرى في الكثير من كتب التاريخ التي تحتوي بين سطورها على وصف  الجريمة الإنسانية التي  لابد أن نحفظها جيلا بعد جيل، و حتى تكون عبرة لأهم الدروس التي مر بها الوطن  الذي سلب  طمعا و حقدا، و التي دفعت أرواحا بريئة نتيجة محاولة سرقة وطن.

إن الوطن أغلى وأثمن الكنوز التي يمتلكها الإنسان، و تستحق  كل مجهود كي يرتفع و يعلو اسمه عاليا بين الدول ..مرفرفا علمه معلنا حريته إلى الأبد ..و لن تنجح أي محاولات لانتزاع حب الكويت من قلب أي كويتي .. عاش و ترعرع  على  تراب الوطن أن تمسه سوءا ..و سوف تكون سواعد الوطن حائطا وسدا منيعا أمام العواصف التي تهب يمينا و شمالا لسرقة الوطن وموارده التي تتطاير الأعين عليها من كل صوب 

و هاهي اليوم تطل علينا الذكرى التاسعة عشر للغزو العراقي الغاشم, و الذي حصلت  في مثل هذا اليوم قبل 19 سنة , محملة معها الذكريات المؤلمة و وصيحات الأبطال الذين استشهدوا سقطوا خلالها، و صرخات الأرامل اللاتي فجعن بفقدان شركاء حياتهم, فقد دخل الأعداء على غفلة ووقت غير متوقع متوقعين الانتصار في معركة انقسمت الآراء بها,  إلا أن الأغلبية كانت مع الحق , و العبرة في النهاية بعودة الكويت لحكامها وسكانها, الذين انتظروا أن يفرج الله كربتهم  من خلال الصبر و التآلف الذي جمع أبناء الكويت في ذلك الوقت ,رغم المحنة الصعبة التي يمرون بها ..ورغم استشهاد  العديد من أبناء الوطن فترة الاحتلال  و التي اعتقدوا الأعداء أنها ستوقف  حالة الرفض للعدوان أو الانصياع في النهاية لهم ,  لكن أبت حتى توقعاتهم أن تسير على رغباتهم المنشودة , واكتفوا بنشر الحقد بلغة غريبة هي لغة التخريب والسرقة وإشعال الحرائق , و كل ما هو ناتج عن عقلية لا ترغب إلا بإشباع حالة الطمع التي بها  , فكيف يطالب الأعداء  بوطن يزعمون أنه لهم  وثم يخرجون السيف لطعنه ونهش جسده ..فالعملية كانت مجرد سرقة لموارد الوطن و ليس لأي حقوق تاريخية أي ارتباط بما يقولونه من أكاذيب نسجت لتتماشى مع رغباتهم  و إثارة الشائعات، بينما الحقيقة كشفتها أياديهم التي سطرت الكثير من جرائم الحرب التي نفذت بحق الأبرياء من تعذيب و قتل و اغتيال الحقيقة و إخفائها عن العالم،  مبتعدين عن كل  القيم والمبادئ التي لابد أن تتصف بها دولة عربية مسلمةاختارت أن تصنع لها تاريخا مليئا بالانتهاكات المستمرة للمطالبة بما ليس لها، كلما شعرت بجوع ينتاب معدتها الفارغة.

الآن - تقرير: نورا ناصر

تعليقات

اكتب تعليقك