48 عاما لعلاقة الصداقة والتعاون بين الكويت وأمريكا

محليات وبرلمان

1584 مشاهدات 0


منذ تولي سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح مسؤولية السياسة الخارجية الكويتية في بدايات عام 1963 حيث شغل منصب وزير الخارجية استطاع ان يوطد دعائم علاقات الكويت مع غيرها من الدول من خلال الزيارات العديدة والمتكررة لمختلف دول العالم .
وتأتي زيارة سموه الى الولايات المتحدة الامريكية في وقت يتمتع فيه البلدان بعلاقات متميزة وشراكة قوية ووثيقة في مختلف المجالات .
وتعتبر العلاقات الكويتية الامريكية متجذرة بين البلدين منذ زمن طويل وزادت رسوخا بعد اقامة علاقات دبلوماسية بينهما فقد اعترفت واشنطن بدولة الكويت في 22 سبتمبر عام 1961 اي عقب الاستقلال بثلاثة اشهر فقط حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية الوثيقة بينهما.
وخلال ال 48 عاما الماضية من العلاقات بين واشنطن والكويت ترسخت اواصر الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات وظهرت هذه الصداقة وهذا التعاون في ابهى صورهما خلال حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي وما تلاه من تطورات .
وقامت العلاقات السياسية بين الكويت والولايات المتحدة على اسس انطلقت من المبادئ والثوابت التى رسمتها الكويت بصفة اساسية لسياستها الخارجية وعلاقاتها مع غيرها من الدول منها عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الاخرى والتمسك بسياسة حسن الجوار وعدم الانحياز اضافة الى التعاون الدولي فى المجالين الاقتصادي والدبلوماسي .
ولسياسة الكويت الخارجية اهداف عدة تعمل على تحقيقها باستمرار بمختلف الوسائل والطرق وابرزها الحفاظ على امن الكويت واستقرارها وسلامة اراضيها ومن ثم امن الخليج واستقراره والحفاظ على التضامن الاسلامي وايجاد حل عادل ودائم للشعب الفلسطيني .
وفي ضوء هذه الثوابت والمبادئ والاهداف كانت علاقة الكويت وواشنطن ومازالت تسير فى هذا النهج الذى جعل هذه العلاقة باستمرار علاقة تفاهم ووضوح وصداقة وتعاون لما فيه مصلحة الشعبين.
وكان سمو أمير البلاد زار واشنطن في سبتمبر 2006 والتقى الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وبحث معه العلاقات الثنائية والدولية اضافة الى القضايا الاقتصادية المشتركة.
واكد الرئيس الامريكي بعد اللقاء انه اجرى حوارا استراتيجيا مهما مع سمو الامير وقال 'نحن نعمل معا لتعزيز السلام والاستقرار فى الشرق الاوسط' كما شكر الرئيس الامريكي سمو امير البلاد لقيادته الاصلاحية الراسخة والتى تعتبر مثالا لافتا للاخرين فى المنطقة مشيرا الى ان دولة الكويت هى دولة صديقة وحليفة.

يذكر ان الرئيس السابق جورج بوش زار الكويت في شهر يناير 2008 حيث التقى خلالها سمو امير البلاد وبحث معه العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها فى كل المجالات اضافة الى اخر التطورات السياسية فى منطقة الشرق الاوسط والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
   وكان سمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح لخص العلاقات بين البلدين خلال الزيارة التاريخية التى قام بها الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون الى الكويت فى اكتوبر عام 1994 بقوله 'ان الصداقة التى تربط بين بلدينا وشعبينا على بعد ما بينهما مكانا وحجما لهي اقوى دليل على وحدة الاهداف الخيرة والسعي لتحقيق الصالح المشترك بين الشعوب على اسس انسانية '.
   وباسم الصداقة النبيلة التى تربط بين الكويت والولايات المتحدة وبين شعبيهما كما قال سمو امير البلاد الراحل قام سموه بتقليد الرئيس الامريكي ارفع وسام كويتي وهو وسام قلادة مبارك الكبير ليكون علاقة شكر وامتنان وطريق صداقة خالصة بين شعبين وحدت بينهما ليس فقط المصالح المشتركة بل القتال جنبا الى جنب.
   كما منح الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش هذه القلادة خلال زيارته للبلاد في ابريل عام 1993.
   وقام امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح فى الذكرى الخامسة لتحرير الكويت فى فبراير عام 1996 بزيارة واشنطن حيث التقى مع الرئيس الامريكي بيل كلينتون وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها فى مختلف المجالات وخصوصا الاقتصادية اضافة الى امن الخليج وعملية السلام فى الشرق الاوسط.
   وكان الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح رحمه الله اكد متانة العلاقات الامريكية الكويتية فى مناسبات متعددة عندما كان سموه بمنصب ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ففى مارس عام 1996 اكد سموه ذلك خلال حفل افتتاح المبنى الجديد لسفارة الولايات المتحدة فى منطقة بيان بقوله 'ان هذا المبنى يمثل الصداقة الكويتية الامريكية فى شبابها وقوتها وشموخها وثباتها على مر السنين'.
   كما زار سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء واشنطن في شهر سبتمبر الماضي التقى خلالها الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وكبار اركان الادارة الامريكية وناقش معهم العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة اضافة الى عدد من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
   وكان البيت الابيض اعلن في 15 يناير 2004 ان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش سمى دولة الكويت حليفا رئيسيا للولايات المتحدة الامريكية خارج حلف شمال الاطلسي (ناتو) بقرار رئاسي حمل الرقم 21/ 2004 .

واكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ان تصنيف الكويت كحليف رئيسي للولايات المتحدة خارج حلف (ناتو) ينعكس ايجابا على منطقة الخليج مشيرا الى ان هذا التصنيف لن يثني الكويت عن مبادئها حول التضامن العربي.
   وكثيرا ما يؤكد المسؤولون الامريكيون اهمية الكويت كحليف استراتيجي قوي يعتد به ويعتمد عليه متى دعت الحاجة الى ذلك .
   وترتبط الكويت والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية وتجارية وثيقة وتعتبر الولايات المتحدة من اكبر الشركاء التجاريين للكويت اذ تمثل واردات الكويت منها نسبة 14 في المئة من اجمالي الواردات مما يجعلها اكبر مصدر للسلع الى دولة الكويت .
   وتشير الاحصاءات الرسمية الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في العام 2008 الى 8 ر9 مليار دولار امريكي .
   وفي مجال المنتجات النفطية والبتروكيماوية يزداد حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين فالولايات المتحدة من اولى الدول المستوردة للنفط الكويتي الخام وهناك اتفاقيات مشتركة مع الشركات الامريكية للحصول على الخبرة الفنية والمعدات اللازمة الخاصة بمشروعات التكرير والصناعات البتروكيماوية.
   وكانت الكويت والولايات المتحدة قد وقعتا بواشنطن في فبراير عام 2004 اتفاقية اطارية للتجارة والاستثمار (تيفا) فى خطوة وصفت بانها الخطوة الاولى نحو الدخول فى مفاوضات ثنائية من اجل التوصل الى اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين .
   ومن خلال الاتفاقية تم تأسيس المجلس الكويتي - الامريكي للتجارة والاستثمار الذى عقد اجتماعه الاول فى مايو عام 2004 اثناء زيارة وزير التجارة والصناعة السابق عبدالله الطويل لواشنطن .
   يذكر ان اتفاقية (تيفا) تؤكد رغبة البلدين فى تعزيز مناخ استثماري جذاب بينهما وتوسيع التبادل التجاري للمنتجات والخدمات واتخاذ الاجراءات المناسبة لتشجيع وتسهيل تبادل السلع والخدمات وتأمين الظروف المؤاتية للتنمية وتنويع مجال التبادل التجاري بين البلدين على المدى الطويل .
   ويمكن وصف العلاقات الثقافية بين واشنطن والكويت بالمميزة فالكويت تسعى دائما الى رفع مستوى مؤسساتها الثقافية والعلمية وتطوير وتحديث كل ما يتعلق بالبنى الاساسية فى المجالات العلمية والثقافية والتعليمية وتشجيع ابنائها الطلاب والطالبات على تحصيل العلم والمعرفة من ارفع الجامعات والمؤسسات العلمية في الخارج حيث كان التعاون وثيقا بين البلدين فى هذا المجال.

فالعديد من ابناء الكويت تلقوا ومازالوا يتلقون تعليمهم العالي والجامعي فى الجامعات والمعاهد الامريكية وهناك العديد منهم ايضا يسعون الى الحصول على شهادات الماجستير والدكتوراه فى كل المجالات والتخصصات التى تحتاجها البلاد ويعد المركز الثقافي الكويتي فى الولايات المتحدة من اكبر المراكز الثقافية الكويتية فى عواصم العالم .
   اما التعاون العسكري بين الكويت والولايات المتحدة فيعد من ابرز مجالات التعاون بين البلدين وذلك منذ ان بدأت الكويت جهودها المستمرة لتدعيم وتسليح جيشها بكل المعدات والاسلحة الحديثة المتطورة وكانت الولايات المتحدة احد مصادر السلاح الرئيسية للكويت كما كانت الولايات المتحدة بالتالي من اكثر الدول التي تلقى فيها العسكريون الكويتيون تدريباتهم العملية والفنية فى المؤسسات العسكرية الامريكية لا سيما فى مجال الطيران الحربي.
   ومنذ عام 1984 عقدت صفقات عدة بين الكويت وواشنطن لشراء اسلحة ومعدات عسكرية امريكية تشمل طائرات حربية متطورة وصواريخ متنوعة اضافة الى تحسين نظام الدفاع الجوي الكويتي .
   واثناء اشتداد ازمة ما سمي وقتها بحرب الناقلات عام 1986 نتيجة الحرب العراقية - الايرانية اتفقت الكويت والولايات المتحدة على حماية السفن الكويتية المحملة بالنفط ورفع العلم الامريكي على بعضها لتأمين الدفاع عن المصالح الحيوية الاقتصادية الكويتية والحفاظ على تدفق النفط الى الاسواق العالمية دون توقف .
   ووصل التعاون العسكري بين البلدين الى قمته خلال عام 1990 بعد الغزو العراقي للكويت واحتلال اراضيها اذ قادت الولايات المتحدة بشرف واصرار قوات التحالف الشقيقة والصديقة لتحرير الكويت كما ادارت بقوة واقتدار المعركة السياسية لاجبار النظام العراقي المخلوع على سحب قواته من الكويت وعودة الشرعية اليها.
   واعتبرت المعركة على المستويين العسكري والسياسي من اكبر واخطر المعارك التى شهدها القرن الماضي وكانت سابقة تاريخية لفرض ارداة المجتمع الدولي والشرعية الدولية واحترام قرارات الامم المتحدة فى اخطر الازمات التى تعرض لها النظام الدولي الجديد في بداياته الاولى.
   وبعد تحرير الكويت فى 26 فبراير 1991 توج التعاون العسكري بين الكويت والولايات المتحدة بتوقيع الاتفاقية الامنية بين البلدين فى سبتمبر عام 1991 والتى بموجبها تم التعاون بين الكويت وواشنطن فى مختلف المجالات العسكرية والتدريب والتنسيق للحفاظ على امن واستقرار الكويت

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك