احمد المليفي يقول آن الآوان لإقرار قانون تجريم الطائفية والقبلية والعنصرية

زاوية الكتاب

كتب 1260 مشاهدات 0




مراقب
تجريم الطائفية
احمد المليفي 
 
 
هذا النفس الطائفي الذي يقود دائما إلى التراشق بالطائفية والتنابز بالألقاب يبدأ غالبا وللأسف من بعض أعضاء مجلس الأمة ثم تنتقل شرارة هذه التصريحات غير المسؤولة كما تنتقل النار في الهشيم بين أفراد المجتمع من صحافة ورسائل هاتفية إلى ايميلات الكترونية وأحاديث الديوانيات ليشوى جسد الوطن على صفيح ساخن يحمل النار الحارقة من حرارته والسم القاتل من الصدأ الذي يعتريه.

هذا النفس الطائفي والقبلي والعنصري الذي بدأ يستشري في أركان المجتمع ويقطع أوصاله يخرج من أفواه يفترض من أصحابها أن يكونوا قدوة للحكمة والعقل والتعقل في المجتمع ليغرس في قلوب الأطفال وسلوكيات الكبار. وكما يقال «العلم في الصغر كالنقش في الحجر».

أمام هذا الانحراف الخطير الذي يعتري الوطن منذ فترة ليست بالقصيرة وينخر في جسده منذ أمد فيحوله من بنيان مرصوص إلى حطام مدكوك.

لقد آن الأوان للتحرك السريع من عقلاء المجلس والحكومة إذا كان قد ظل للعقل محل في مجلس لا ينتهي من أزمة حتى يدخل بأخرى حتى أصبح بسبب الصراعات المتلاحقة والتصريحات المتناطحة لا يرى من الأمور ابعد من انفه ولا يستشعر بالخطر وهو قريب من بيته. أقول بعد كل ما نراه وسنراه في القادم من الأيام أن تكون من أولى أولويات المجلس وضع وإقرار مشروع تجريم كل طرح طائفي وقبلي وعنصري سواء اصدر بتصريح صحافي مسموع أو مقروء أو مرئي.

إن المعركة اليوم اخطر من معركة المال أو التنمية أو الرياضة فلا مال أو تنمية أو رياضة ستنفعنا إذا دخل الوطن في أتون الطائفية البغيضة أو القبلية المعيبة أو العنصرية النتنة لا نريد أن نقيم بنيان وطن على جرف هاو فيتحول نقاشنا وحوارنا بعد ذلك إلى دفاع عن الهوية لا دفاع عن القضية. فينقسم الدفاع عن المال العام أو التنمية أو الرياضة أو غيرها من القضايا الملحة لا إلى قناعات موضوعية بل إلى اصطفاف طائفي أو قبلي أو عنصري فهناك من سيقف مع الحكومة أو الوزير بغض النظر عن الموضوع فقط لأن الوزير من طائفته أو قبيلته أو طبقته فتضيع منا القضايا رغم أهميتها بسبب هويتها.

أقول آن الأوان ليخرج تصريح تلو التصريح من عقل رشيد بأن الأولوية القادمة بل الجلسة الطارئة المرتقبة ستكون من اجل إقرار قانون تجريم الطائفية والقبلية والعنصرية وبعدها نستطيع أن نحل الكثير من المشاكل على أسس وطنية دون اصطفاف على أساس الهوية.
 
 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك