أحمد باقر العلي ينتقد سكوت نواب التيار الوطني وخاصة صالح الملا 'ان ما ينقصكم اليوم هو شجاعة سامي المنيس '
زاوية الكتابكتب يوليو 24, 2009, منتصف الليل 2186 مشاهدات 0
تنقصهم شجاعة المنيس
أحمد باقر العلي
كثيرة هي الحسابات السياسية، متداخلة جدا بالغة التعقيد في ذاتها، احيانا تشبه العرض المسرحي اذ يقدر لكل ممثل لعب دور معين ولا يسمح له بالخروج عن النص سوى قليل ووفق حدود وضوابط صارمة، وكثيرة ايضا الحسابات الانتخابية فكم موقف تغير وفق قراءات للشارع وخوفا من ردات الفعل القوية،و كم من قناعة باتت شجاعة على ظهر اللسان جبانة على صهوة الموقف، قبل ايام قامت قيامة البعض وعاش نصف مواطني هذه الأرض الطيبة في جدل على وقع رنات هاتفهم النقال وهي تشهد تراشق النواب من خلال خدمات الرسائل الإخبارية القصيرة،كان ذلك عندما صرحت وزيرة التربية بتشكيل لجنة لدراسة المناهج وما تحتويه من أطروحات تكفيرية في سياق مطالبات بعض الأعضاء الشيعة الذين طرحوا هذا الموضوع وطالبوا باتخاذ اجراء مناسب، وبغض النظر عن آراء معسكري التيار الديني باختلاف مذاهبهم وبغض النظر عن المتطرفين والمنظرين الذي لا يقومون الا بتمزيق هذا البلد عند كل محطة بحثا وراء نجومية زائفة عند مجموعة متلقية تعشق البهرجة وتستمتع حينما يستغلها أصحاب الحناجر المرتفعة بين الفينة والأخرى، جل ما احزنني في هذه الفوضى العارمة هو الصمت المطبق لأبناء التيار الوطني الذين آلوا الصمت خوفا على مراكزهم وما هذا الظن بهم، فوالله لو ذهبوا لرأي بأن الموضوع فني بحت يجب أن يدرس في اللجان التربوية مشددين على ضرورة ابعاد الصرح التعليمي عن هذه التشنجات منددين بالوقت ذاته بكل ما يشق صف الوحدة الوطنية لرفعنا القبعات لهم جميعا، ولكني لم اسمع أو اقرأ الا تصريحا خجولا للدكتورة أسيل العوضي وكان دفاعا عن موقف موضي الحمود أكثر منه خوضا في القضية المثارة، فاين انت يا عبد الرحمن العنجري واين انت يا علي الراشد واين انت يا رولا دشتي وختاما اين انت يا صالح الملا وتركتك للأخير لان العتب عليك كبير،فانت من الذين تعقد عليهم الآمال خاصة وانت خير من يمثل روح الشباب وعنفوان المبدأ الذي لطالما توسمنا به خيرا وانت الملقب «بسامي المنيس» وانت الذي تزين جدار مكتبك في مجلس الأمة بصورة المرحوم الدكتور أحمد الربعي، نعم اليوم نعرف مواقفكم ولا نشكك في حرصكم على لحمة هذا البلد ولكن بات جليا ان ما ينقصكم هو شجاعة سامي المنيس حينما وقف وقفته الشهيرة،عندما طرح لأول مرة موضوع فرض الزكاة على الشركات، وتحدث معارضا لهذا القانون منطلقا من ان الكويت دولة مدنية تكفل الحقوق للجميع دون تفرقة، ومذكرا بان الاختلاف الفقهي بين المذهب السني والمذهب الشيعي اذ يذهب الأخير لوجوب الزكاة في اربعة مواضع لا يسع ذكرها بالتفصيل ولكنها بالنهاية ليست على المال وارباح المكاسب فلا يجوز فرض قانون يقضي باستقطاع أموال غير ملزمة لملاك الشركات من هذه الطائفة عنوة، جميلة هذه النظرة الشمولية كجمال ذلك الجيل الذهبي من أبناء التيار الوطني وهي ايضا بقدر وحدة هذا الشعب في الشدائد، كل ما أتمناه أن تنجلي الغيمة السوداء وافتح احد كتب التربية الإسلامية لأقرأ رأي علماء السنة يليه ورود اختلاف رأي علماء الشيعة فيصبح تعليما مهنيا يرفض الغاء الآخر ووطنا يتسع للجميع كما عهدناه دوما.
تعليقات