‫مبارك الدويلة: نستغرب انتقاد البعض لدفاع الإخوان المسلمين والمحسوبين عليهم عن أردوغان وعصره الذهبي لكنهم لا يجدون غضاضة من هجوم العلمانيين عليه رغم كل نجاحاته التي لا تغطيها الشمس!‬

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 629 مشاهدات 1


لئن كان الخلاف مع الخصوم أمراً مقبولاً وحالة طبيعية إلا أن الفجور في هذا الخلاف مكروه شرعاً وخلقاً!

فعندما نكره شخصاً، فلا يجوز إعطاء معلومات غير صحيحة عنه، كما لا يجوز أن نقيم تاريخ إنسان أو حقبة نظام حكم بخلاف الواقع وبعكس المعطيات التاريخية المدونة علمياً وارشيفياً! فمثلاً، غير صحيح ما يحاول البعض إشاعته من اعتبار حكم أتاتورك لتركيا توليفاً بين الحكم العلماني والإسلامي (!) فهذا كلام لا يتفق مع المعلوم تاريخياً من أن أتاتورك جاء ليلغي كل ما له علاقة بالإسلام، وقال قولته المشهوره «لا إسلام بعد اليوم»! ووصل الأمر به إلى منع الأذان الشرعي ومنع لباس المرأة الشرعي وغيرهما. 

وكلنا عاصرنا أواخر حكم تركيا العلمانية بالخمسينات والستينات، وعايشنا حكم كنعان ايفرن وتوركوت أوزال وسلمان ديميريل في بداية القرن الحادي والعشرين، ولاحظنا ضعف الاقتصاد التركي بسبب تراكم الديون التي أثقلت الاقتصاد وأنهكته نتيجة النهج العلماني في إدارة الاقتصاد! لذلك غير صحيح الحديث عن نجاح النظام الأتاتوركي اقتصادياً وسياسياً! أو كما يدعي البعض تبنّي أوزال إصلاحات اقتصادية ونسب الفضل لما وصلت تركيا إليه الآن لخطواته الإصلاحية! فهذا كلام لا يحترم عقلية من يقرأه.

أما أن «أردوغان قطف النجاحات التي مهدت لها حقبة أتاتورك»، فأعتقد أن الجميع يدرك مخالفة هذا الاستنتاج للواقع، فقد كانت تركة الحكم العلماني، التي تسلّمها أردوغان، مثقلة بالديون ومرتهنة مواردها للآخرين، ومفككة اجتماعياً ومعدومة سياسياً ومكروهة من العرب والمسلمين بل وحتى من الغرب!

وحينما نقرأ عبارة مثل «عصر أردوغان بداية الانحدار الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي»، نعتقدها مقولة قبرصي يوناني، أو فرنسي ديغولي، أو سوري بعثي، وربما أيّ شخص ليس لديه دراية بالاقتصاد.. ولا نراه موفقاً هذا الربط والأمثلة البعيدة عن أساس علمي، ولكي نفهم دوافع هذه الخصومة غير المنطقية نأخذ هذا الحكم كنموذج: «إن من أمثلة التخبط في القرارات الاقتصادية الأردوغانية هي تحويل متحف آياصوفيا إلى مسجد، وذلك بضغط من حلفائه الإخوان المسلمين»، بينما رآه آخرون لا يؤمنون بالضرورة بـ«النموذج الأتاتوركي» أن هذا التحويل قد تكون له نتائج إيجابية على السياحة التركية، خاصة أن المتاحف فيها كثيرة ومتعددة!

نستغرب انتقاد البعض لدفاع الإخوان المسلمين والمحسوبين عليهم عن أردوغان وعصره الذهبي، لكنهم لا يجدون غضاضة من هجوم العلمانيين عليه رغم كل نجاحاته التي لا تغطيها الشمس! 

اليوم تركيا عضو في مجموعة العشرين الاقتصادية، وأيّ منصف يرى اليوم تركيا من أقوى دول العالم عسكرياً، واليوم تركيا تتسابق معظم دول العالم لكسب ودها، ومع ذلك يعتبر البعض عهد أتاتورك ومن بعده أفضل اقتصادياً من عصر أردوغان!

شيء من الإنصاف والعقلانية رجاءً.

تعليقات

  1. أحسنت استاذ مبارك مقالة في غاية الروعه ويشهد الله انا لست من اي حزب اسلامي ولا انتمي لاحد لكن لي عقل نصيحه استاذ لا تتعب نفسك وعقلك وقلمك في محاولة اقناع الكارهين والحاقدين والببغاوات في انحازات اردوغان اعماهم الحقد والكره من أن يروى الحقيقه وهم يعلمون لذلك استاذ تكلم بالارقام والحقائق ولا تلتفت لكسب رضى احد او مهادنة حاقد ودمت لمحبيك

اكتب تعليقك