‫حسن العيسى: كم نحن بحاجة إلى من يحسم الأمور اليوم ولا يؤجلها كم نحن بحاجة إلى صاحب قرار حكيم ينتشل مستقبلنا من الضياع... يظهر أنه هو أيضاً في "حيص بيص"‬

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 550 مشاهدات 0


إلى متى تظل إدارة الاقتصاد والسياسة معلقة في صراع الديكة بين المجلس وحكومة "غصباً عليكم"؟ لو كان زمن الأزمات يرحم تنابلة السياسة لقلنا كان الله بالعون، لكن لا يبدو أن أياً من الفريقين يدرك حجم الأزمة، فيظل كل فريق على عناده، حتى تحدث الكارثة، ولا تجد السلطة عندها من حل لسداد الرواتب والأجور غير "تخفيض سعر الدينار"، أما باقي أبواب الميزانية فستغلق إلى الأبد، عندها لن يكون هناك فرق بين فنزويلا والكويت، ولربما نتساوى مع الصومال أو اليمن، أما عن أوهام صندوق الأجيال وبلايينه أو المحفظة الاستثمارية، فقد ذهبا مع الريح.

الاقتصادي الهندي شارما روشير، يذكر في كتابه "عشرة قواعد لنجاح الأمم" أنه يمكن الحكم على نوعين من آثار الاستثمار أو "الشرهة الاستثماري" (إن صحت الترجمة) investment binge الأول أن يخلف هذا الاستثمار الحميد خطوط مواصلات ضخمة وصناعة كيبلات الألياف الضوئية وغيرها، التي تترك الاقتصاد ينمو ويعود إلى حالته الطبيعة بعد الكوارث والأزمات، وهناك الاستثمار الرديء bad binge الذي ترك خلفه مضاربات العقار والأسواق المالية وسلعاً استهلاكية... التي لن تخلف غير الخراب والدمار في الاقتصاد، ويستحيل عليه بالتالي أن يستعيد عافيته.

تدركون هنا أي نوع من الاستثمار حققته السلطة بعد عقود من تكدس ثروة النفط، لا شيء غير الخراب المالي صاحبه انتفاخ جيوب حرامية المال العام المتحلقون حول السلطة، والذين سيقيمون غداً في نيس وكان، وقريبين من متاجر لندن.

كم نحن بحاجة إلى من يحسم الأمور اليوم ولا يؤجلها، كم نحن بحاجة إلى صاحب قرار حكيم ينتشل مستقبلنا من الضياع... يظهر أنه هو أيضاً في "حيص بيص".

تعليقات

اكتب تعليقك