‫أحمد الصراف: إن هذا العهد لا يستحق منا الاحترام فقط بل وأن نعطيه فرصته وكل البوادر تشير إلى أن الغد سيكون أفضل‬

زاوية الكتاب

كتب أحمد الصراف 655 مشاهدات 0


صرح النائب السابق، الحاج عادل الدمخي، متسائلا عما إذا كان من يسيئون «للمعارضة» راضين عن الوضع الحالي الذي نحن فيه، وعن هذه الحقبة التي انتشر فيها الفساد، وغسل الأموال وتجارة البشر والإقامات، ونهب البلد والصندوق «العسكري»، والماليزي وصندوق الاحتياطي العام، وملف الحريات وسجن الشباب ووضع المعارضة في الخارج، والعبث بالهوية الوطنية، وغير ذلك!

***

لا أمثل إلا نفسي، وكوني لست من المعارضة، وخالفتها في الكثير، فسأفترض أنني أحد من وجه لهم «الحاج عادل» أسئلته.

أولا، لا أحد راض عن الوضع الحالي وبقلبه ذرة حب لهذا الوطن.

ثانيا، واضح أن السطور أعلاه تتحدث عن حقبة لا تتجاوز بضعة أشهر، وتضع كل مشاكل الدولة المتراكمة منذ عقود على كاهل العهد الجديد، وهذا ليس من الإنصاف ولا «من العدل يا عادل». وأنت كنت يوما نائبا، في قلب تلك الأحداث فماذا فعلت لإصلاح الأوضاع التي تصفها بالخربة، بل الحقيقة انك فعلت عكس ذلك تماما، عندما افتريت على أفضل وأنظف وزيرة اشغال عرفتها الكويت، ودفعتها، بعد أن تآمرت عليها، بدعم من رفاقك المتشددين في عنصريتكم، للاستقالة، مأسوفا عليها، فعن أي وضع تتباكى، وأنت الذي اعترفت يوما باستغلال علاقاتك «الحزبية الدينية» في حصول شركتك على حق إدارة العديد من أفرع الورد والقهوة التابعة لجمعية إعانة المرضى في العديد من المستشفيات الخاصة والحكومية، من دون مناقصة ولا ممارسة ولا من يكترثون!

***

لماذا لا تتحلى بشيء من الإنصاف وتعطي هذا العهد حقه من التقدير بعد أن أحال وزيرا امنيا صاحب نفوذ كبير للسجن، ولم يتردد قبلها في محاسبة شقيقه. كما أحال العهد نفسه واحدا من أكثر رؤساء الوزارة قوة ونفوذا للنيابة ومنعه من السفر!! ألا تستحق كل هذه الأمور الإشادة ونسب فضلها للعهد الجديد؟

ألا تستحون من كل هذا الجحود ونكران الفضل؟

إن كل الخراب والفساد الذي ذكرته أعلاه صحيح، واستجد آخر فوقه بسبب تعنتكم والمعارضة التي تمثلها وإصراركم «غير المبرر ولا المنطقي» على إطاحة رئيس الوزراء ورئيس البرلمان، وتقديم استجوابات خاوية وسخيفة وفي غير محلها ولا موجب لها، فدفعتم السلطة لأن تتصرف معكم ومع المعارضة «بنفس المنطق» والأدوات، التي لا نتفق معها، ولكن نتفهمها، فالمحافظة على أمن واستقرار الوطن واستمرار ازدهاره فوق أي اعتبار، وأعلى من أي ثمن مادي يدفع بسبب «تهور» البعض.

إن هذا العهد لا يستحق منا الاحترام فقط، بل وأن نعطيه فرصته، وكل البوادر تشير إلى أن الغد سيكون أفضل.

نقطة أخيرة أثارتني في تصريح الحاج عادل وتعلقت بـ«استيائه» من مستوى الحريات!! وهذا أمر يدعو بالفعل للعجب.. أو للخجل!

فكيف لمن يمثل أكثر التيارات الدينية تشددا الحديث عن غياب الحريات؟

ما هي الحريات بنظره، وكيف يفسرها؟

لا نتكلم هنا عن الأمور البديهية والبسيطة، وهي بالفعل كذلك، مثل حرية تناول المشروبات أو ارتداء ملابس البحر، أو إقامة الحفلات في الفنادق، بل نتكلم عن الحريات الحقيقية، كحريات العقائد، فهل يؤمن بها؟

وماذا عن حرية النشر والقول، هل بالفعل يريدها؟

وماذا عن حرية ممارسة الأديان، وإقامة دور العبادة، هل تهضم معدته، قبل عقله، هذه الحريات؟

وبالتالي نتمنى على «الحاج عادل»، أن يكرمنا بصمته، وأن يتوقف عن الحديث عن الحريات، والحريات بالذات، ولا التباكي على فقدها، وأن يترك الحديث عنها لغيره.

تعليقات

اكتب تعليقك