وليد الجاسم: التحديات أمامنا كبيرة مستقبل النفط على كف عفريت مستقبل أجيالنا الشابة والقادمة مهدّد أكثر من أي يوم مضى ونحن ها هنا قاعدون
زاوية الكتابكتب وليد الجاسم إبريل 4, 2021, 10:24 م 651 مشاهدات 0
فرحتُ لمصر كثيراً، وتمنيتُ لها الخير الوفير، وحزنتُ على الكويت كثيراً، وتمنيتُ لها الخير الكثير الوفير.
ما الذي حدث أمس الأول؟... فجأة، مصر التي واجهت حوادث محرجة الأيام الماضية، تجاوزت ما حدث ووضعت نفسها على الخارطة من جديد، لتكون حدثاً ثقافياً عالمياً راقياً ومختلفاً. استعرضت بمهارة واقتدار الميزة التي تمتلكها ولا يمتلك مثلها أي قُطرٍ في العالم... التاريخ والحضارة والآثار... والمومياوات المحنّطة التي بثت في الدولة روح الحياة.
كان مَوكباً مهيباً واستعداداً مميّزاً واحتفالاً يضاهي احتفالات أكبر دول العالم التي تستعد لاستقبال حدث ما على أرضها، ولو كانت مدته أياماً معدودات مثل المونديال أو المعارض العالمية، وهي مناسبات أيامها معدودة مهما طالت، لكن الدول لا تبخل عليها أملاً في جني مكاسبها.
بالمقابل، ما تمتلكه مصر ليس له نظير في العالم، وهي باحتفاليتها هذه إنما تقول للعالم ولكل سائح شغوف بالتاريخ والحضارة وتتبع آثار الغابرين «نحن هنا... جاهزون لاستقبالكم».
نعم، «كورونا» فيروس خبيث أذى العالم كثيراً، وحطّم اقتصادياته وعطّل مشاريعه، لكن المسيرة لا يجب أن تتوقف، والمعالجة السليمة لا تكون بالركون إلى العجز والاستسلام وتجميد كل شيء عدا (لطم الخدود وشق الجيوب والعويل والشكوى)، بل المعالجة تكون بالشجاعة في المواجهة والإصرار على العمل الجاد والابتكار والتغيير في مواجهة هذه الجائحة أو غيرها من كوارث.
ولحكومتنا الموقرة نقول، هل تذكرون تلك النصيحة الغالية والنظرة الثاقبة التي أطلقها أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد،طيّب الله ثراه؟... هل تذكرون شهر مايو 2020 عندما قال، رحمه الله،: «إن هذه الجائحة تستدعي استخلاص المواعظ والعِبر، فعالم الغد بعد وباء كورونا لن يكون على ما هو عليه قبل هذه الجائحة، وإنما ستترك تداعيات مباشرة ومؤثرة محلياً وإقليمياً وعالمياً (....) وهو الأمر الذي يفرض على الحكومة وعلى مجلس الأمة وعلى كل مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة اعتماد نهج جديد لمواجهة هذا التحدي الجاد».
ماذا فعلنا؟... هل اعتمدنا نهجاً جديداً؟ هل واجهنا ونواجه التحدي؟ أم اكتفينا بالاستسلام دونما أي حلول مبتكرة؟.
شبابنا، كما ورد في افتتاحية «الراي» أمس، يهاجرون بأعمالهم وإبداعاتهم وحلولهم إلى دول شقيقة تحتضنها وتحتضنهم، ونحن في المقابل غارقون في حالة من العجز والروتين والجمود البيروقراطي والقانوني، ناهيك عن مماحكات سياسية وصراعات كلنا سندفع ثمنها في القريب العاجل.
التحديات أمامنا كبيرة، مستقبل النفط على كف عفريت، مستقبل أجيالنا الشابة والقادمة مهدّد أكثر من أي يوم مضى، ونحن ها هنا قاعدون.
لقد فرحتُ للسعودية كثيراً ونحن نتابع أعمالها التي لم تتوقف أبداً خلال الجائحة، وفرحت للإمارات كثيراً لأنها لم تُوقف مسيرة الابتكار، وفرحتُ لمصر أيضاً لأنها استلهمت المستقبل من مومياوات ميّتة محنّطة لا حولَ لها ولا قوة، وفي المقابل، حزنتُ، حزنتُ كثيراً على بلدي الحبيب الذي تعبثُ فيه مومياوات حيّة وكأنّها تسعى لتحنيط مستقبلنا وحبسه حيّاً في تابوت.
تعليقات