داهم القحطاني: مؤلم جدًا عندما تشاهد دولاً عدة وهي تتطور ديموقراطياً وعمرانياً وتقنياً بينما بلدك مكبل بصراعات تافهة بين سياسيين يستهدفون تحقيق انتصارات ومكاسب شخصية
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني يناير 3, 2021, 10:52 م 347 مشاهدات 0
كم هي تافهة الخلافات التي تبرز في وسائل الإعلام والتواصل في الكويت، فرغم أننا نعيش في إقليم ملتهب فإن هناك من يصر على تسطيح القضايا الأهم مقابل إبراز القضايا التافهة.
العمل العام، سواء كان حكومياً أو برلمانياً أو إعلامياً، أو في أي مؤسسة مجتمع مدني ليس مجرد قضاء وقت للتسلية والشهرة أو لتكوين النفوذ والثروات، فهذا الموقع يكاد يكون مهمة مقدسة يقوم خلالها الفرد بخدمة بلده ومجتمعه ودينه، ومن لا يستشعر كل ذلك لا شك بأنه مرض كامن في جسد الكويت.
يدرك المصلحون في الكويت أن قوى الفساد لن تقف صامتة أمام محاولاتهم الإصلاحية، فإمبراطوريات الفساد وهياكلها ومؤسساتها وشخوصها وثقافتها الرديئة لديها قدرة رهيبة على تبرير كل أنشطتها الفاسدة وتصويرها كأنها أعمال وطنبية تستوجب الشكر والتكريم.
لكن ما لم يدركه هؤلاء المصلحون أن المشكلة تقع أيضا في حزمة من السياسيين المستقلين الانتهازيين، الذين يريدون أن تكون لهم حصة في «الكيكة» مع مؤسسة الفساد، فنشأ التنافس غير الشريف بين عدد كبير من هؤلاء الانتهازيين للهيمنة على المقاعد التنفيذية والتشريعية.
وهكذا وجد المصلحون أو من يتبعون المنهج الإصلاحي البيئة غير مشجعة لطرح المشاريع الإصلاحية، فالأجواء السياسية معبأة بالفاسدين وبالانتهازيين، وبدلا من انشغال البلد بالمشاريع التي تعزز الاقتصاد والتنمية والتطور والاستقرار، أصبحت الكويت منشغلة إما بلعبة القط والفأر بين الحكومة ومجلس الأمة، أو بطرح قضايا سطحية وكأنها قضايا كبرى.
التلاسن الأميركي - الإيراني يتطور تدريجياً، وربما يتحول قريباً إلى تشابك ميداني، حتماً ستكون الكويت ساحة له بحكم وجود قاعدة أميركية في أراضيها.
هل يدرك السياسيون في السلطة، وفي المعارضة، أو السياسيون المستقلون هذا الخطر الذي يحيط بالكويت؟ ألا تستحق قضية الصراع الأميركي - الإيراني اهتماماً أكبر بدلاً من التركيز على قضايا أقل أهمية.
مؤلم جدًا عندما تشاهد دولاً عدة وهي تتطور ديموقراطياً وعمرانياً وتقنياً، بينما بلدك مكبل بصراعات تافهة بين سياسيين يستهدفون تحقيق انتصارات ومكاسب شخصية ولو تحقق ذلك على حساب الكويت.
نعم أن هناك أسبابا عدة لضمور العمل السياسي من أهمها رغبة الحكومة الدائمة في عدم وجود منافس لها من القوى والتيارات السياسية ، وعملها على إضعاف كل منافس ، ولكن هذا لا يبرر غياب المشروع الوطني الشامل ، وغياب أي دور مؤثر للقوى والشخصيات الوطنية.
ما يحصل في الكويت بربسة!
تعليقات