‫عيسى العميري: إرادة الله التي لا اعتراض عليها جاءت كي نفقد إنساناً بمعنى الكلمة أحب الجميع وأحبوه وسعى إلى الخير بكل صدق وأمانة.. رحم الله فقيد الكويت وأسكنه واسع رحمته‬

زاوية الكتاب

كتب د. عيسى العميري 351 مشاهدات 0


جاء خبر رحيل الشيخ ناصر صباح الأحمد - تغمّده الله بواسع رحمته - أمس، مُؤلماً ومُحزناً على نفوسنا جميعاً، وبرحيله تكون الكويت قد فقدت شخصية وطنية محبة لبلدها.

فبعد ثلاثة أشهر من وفاة أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، رحل ابنه الأكبر الشيخ ناصر، وكأن الأحزان تتربّص بنا وتتوالى.

فالمغفور له قدّم عطاء غير محدود على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والسياسية، وقد عاصر - رحمه الله - فترة العصر الذهبي للتطور والنهضة في الكويت.

فمهما ذكرنا من الكلمات عن الراحل فإننا لن نحيط بمآثره، والبصمات التي تركها نظراً لتعددها بشكل لا يقف عند حد، ولا شك بأن هذا الأمر له تأثير بالغ في نمو ونهضة المجتمع، فرحمه الله كان خير مثال على هؤلاء الرجال، الذين أثّروا بشكل كبير في الحياة، وأسهموا بقوة في النهضة.

ففقيد الكويت - رحمه الله - قدّم إنجازات لا حصر لها، خلال حياته العملية، وأسهم بشكل كبير في وضع وطنه وبلده في المقدمة في مجالات متعددة.

فالشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح - رحمه الله - وُلد في 27 أبريل 1948 في قصر الشعب، وعاش وتربى بعد ذلك في قصر دسمان، وشغل العديد من المناصب المهمة في الكويت، تلك التي أسهم فيها بعطاءاته ومجهوداته، فقد كان وزيراً للدفاع والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في الكويت سابقاً.

وهو النجل الأكبر لأمير الكويت.

وكان - رحمه الله - المسؤول الرئيس عن مشروع «مدينة الحرير»، الذي يُعتبر أحد المشاريع الضخمة في الكويت. كما كان له اهتمامات بالأنشطة الثقافية، خصوصاً خلال دوره المهم في تأسيس ودعم جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية التي تُنظم في الكويت ويتنافس فيها كتاب وأدباء من البلدان العربية، كما أسس دار الآثار الإسلامیة وفي المؤسسة الثقافیة الكویتیة القائمة على مجموعة الصباح الأثریة، إضافة إلى كونه عضواً فخریاً في مجلس أمناء متحف المتروبولیتان في نیویورك.

وقبل رحيله... حينما علم الكويتيون والمحبون له بخبر مرضه تصدرت التغريدات على هاشتاغ باسمه، وكانت في مجملها تدعو له بالشفاء العاجل، وذلك قبل أسابيع من تدهور حالته الصحية.

ولكن إرادة الله التي لا اعتراض عليها، جاءت كي نفقد إنساناً بمعنى الكلمة أحب الجميع وأحبوه، وسعى إلى الخير، بكل صدق وأمانة.

رحم الله فقيد الكويت وأسكنه واسع رحمته، وألهمَ أهله الصبر والسلوان... والله الموفق.

تعليقات

اكتب تعليقك