عبدالعزيز الكندري: يجب وضع ميثاق شرف والاتفاق عليه نابع من قيمنا وعاداتنا وأخلاق أهل الكويت بعدم التعرّض للأشخاص والأسر الأحياء والأموات
زاوية الكتابكتب أغسطس 19, 2020, 10:56 م 787 مشاهدات 0
انتهى الاستجواب المقدّم إلى وزير الداخلية أنس الصالح من النائب الفاضل شعيب المويزري، إلى طلب بطرح الثقة في الوزير، تقدّم به عشرة نواب، وسيتم التصويت على الطلب في الجلسة المقررة 26 من الشهر الجاري، وسيعبر الوزير جلسة طرح الثقة بسبب ردود الوزير على محاور الاستجواب، إضافة إلى الشخصانية الموجودة في الاستجواب.
وزير الداخلية أول وزير شعبي يتسلم الوزارة، حارب تجار الإقامات والتي بلغت 282 قضية لـ417 شركة و526 شخصاً، وغسل الأموال وتضخم الحسابات وإنجازاته كبيرة في هذا المجال، وتولى حقيبة وزارة مثقلة بالمشاكل، وجهوده الإصلاحية واضحة وتحتاج إلى دعم ومساندة وهي في الاتجاه الصحيح.
نعم النائب الفاضل شعيب المويزري كان استجوابه في ملفات كبيرة وتستحق المساءلة، ولكن وزير الداخلية وفق في ردوده حيث كانت واضحة وفنّد ما أثير من شبهات، خصوصاً بملفات الفساد وشفافية الردود مع قصر المدة.
الاستجواب حق للنائب لا يُنازع عليه، ويجب على الوزير الرد على الاستجواب، وهذه هي الديموقراطية التي ارتضيناها ويقبل بها أهل الكويت، ولكن المؤسف هو إدخال العائلة وإقحامها بملف وقضايا من دون وجود دليل مادي على ذلك، هو أمر غير طيب وليس من شرف الخصومة ولم نتعلم ونتربَ على ذلك.
وقال وزير الداخلية أنس الصالح: «أشكر كل مَنْ استمع لصوت الأدلة والمستندات وأنصفني»، وأضاف: «ومهما كان حجم الإساءات فإنني مترفّع عنها أدباً لا خوفاً، وطريقي في مواجهة الفساد لن أتراجع عنه، ومساري في الإصلاح لن يتوقف».
وكم هو مؤسف أن يتحوّل العمل البرلماني إلى عمل استعراضي بلا جدية تذكر، ونواب مجلس أمة يشجعون على السلوك الاستهلاكي غير المنطقي، والعمل على تحقيق مكاسب سياسية ضيقة وإثارة قضايا هامشية، ومن الواضح للعيان أصبح تردي العمل البرلماني سمة بارزة بسبب الاستجوابات الشخصانية الواضحة للقاصي والداني، ولا شك أن الحكومة تتحمل جزءاً من هذه التركة التاريخية التي تحتاج إلى تعديل عن طريق أن المواطن يأخذ حقه الطبيعي من دون حاجة النائب، وعندها ستتغير الكثير من الوجوه.
وبعد هذه الاستجوابات... يجب وضع ميثاق شرف والاتفاق عليه نابع من قيمنا وعاداتنا وأخلاق أهل الكويت، بعدم التعرّض للأشخاص والأسر الأحياء والأموات، خصوصاً وأن كل الأمور تعرض على الجميع وفي كل مكان، ونحن مقبلون على انتهاء دور الانعقاد والاستعداد للانتخابات المقبلة، ويجب ألّا نيأس من التغير إلى الأفضل بإذن الله.
تعليقات