محمد الرويحل: لا تنتظروا كارثة ككارثة انفجار مرفأ بيروت لا سمح الله بسبب الفساد والمفسدين فإن كانت حالنا المالية مختلفة عن لبنان فحال الفساد تكاد تكون أشبه بحالهم
زاوية الكتابكتب محمد الرويحل أغسطس 20, 2020, 11:17 م 574 مشاهدات 0
في كل بقعة من بقاع الأرض ثمَّ بذرة للفساد لا يمكنها أن تنمو وتثمر ما لم يتهيأ لها المناخ والرعاية المناسبة، لذلك سبق لنا التحذير مراراً وتكراراً من تهيئة الأجواء لنمو بذرة الفساد، وضربنا الأمثلة في دول عديدة وفر نظامها المناخ الملائم لنمو الفساد وانتشاره حتى حلت بهم الكوارث وألمّت بشعوبهم المآسي.
انفجار مرفأ لبنان لم يكن حدثاً مفاجئاً أو محض مصادفة نتيجة خطأ عابر، بل كان حدثاً لسلسلة أحداث متعاقبة ومتراكمة من فساد منظومة كاملة ونظام متهالك وفر الرعاية والمناخ المناسبين لنمو بذرة الفساد وانتشارها، خصوصاً أن معظم ملفات الفساد التي سبقت الانفجار لم تحل، ولم يعاقب مرتكبوها، الأمر الذي ضاعف الكارثة على الشعب اللبناني، وهي الحال ذاتها التي نمر بها من تراخٍ ومحسوبيات للتغاضي عن ملفات الفساد.
فكلنا وباعتراف السلطة نعرف أن النظام السياسي لدينا ساعد في نمو الفساد ورعايته، كما أن النظام الاقتصادي والمالي ازداد من خلاله الفساد، وكذلك منظومة الرعاية الصحية والسكنية وبقية الخدمات لم تخلُ من هذا الوباء المدمر، بل حتى النظام الرقابي والتشريعي أصبح راعياً وحامياً لهذا الفساد اللعين، الأمر الذي يجب معه أن تتغير كل تلك الأنظمة لنستطيع بعدها أن نقتلع تلك البذرة الشريرة للفساد.
يعني بالعربي المشرمح:
لا تنتظروا كارثة ككارثة انفجار مرفأ بيروت، لا سمح الله، بسبب الفساد والمفسدين، فإن كانت حالنا المالية مختلفة عن لبنان فحال الفساد تكاد تكون أشبه بحالهم، فهل نتعظ مما حصل لهم بسبب الفساد الذي دمر البلاد والعباد؟ وهل نتعلم الدروس من الدول التي جعلها الفساد دولاً فاشلة ومدمرة اقتصادياً وسياسياً؟
أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي.
تعليقات