يوسف حجي: كشفت لنا الأزمة أن القطاع الكويتي الخاص معتمد على الضخ والمناقصات والدعم الحكومي وأنه لا يقدم للدولة أي دعم سوى القيام بالاستيراد والعرض بالأسواق وجني الأرباح

زاوية الكتاب

كتب يوسف حجي 700 مشاهدات 0


وباء فيروس «كورونا» الذي اجتاح العالم بأسره كشف لنا عن أمور كثيرة وعديدة على المستويين العالمي والمحلي، فهناك دول كنا نراها مثالا ولابد من الاحتذاء بها سواء صحيا أو اقتصاديا او اجتماعيا اتضح لنا أن منظوماتها كانت فقاعات صابون وانكشف أمرها في أول اختبار حقيقي، وأن كل ماكانت تتغنى وتتفاخر به هذه الدول ليس إلا ظهور «شو» اعلامي فقط.
بالنسبة للشأن المحلي فأزمة «كورونا» كشفت لنا المستور بجوانب عديدة سواء أمنية واقتصادية واجتماعية وغيرها من الجوانب الحياتية والناس اليوم ركزت على الجانب العمالي الهامشي والتركيبة السكانية وتجار الاقامات والشركات الوهمية والجوانب السلبية لبعض مسؤولي الوزارات، وفعلا التركيبة السكانية ناقوس خطر وكرة ثلج تتدحرج منذ سنوات وهي وليدة سنوات كثيرة سابقة ومرت عليها عدة حكومات وللأسف دون حلول، واعتقد أن كل المواطنين يشدون على يد وزير الداخلية أنس الصالح الذي أخذ هذه القضية على عاتقه وتعامل معها بكل إيجابية ووعد باستصال هذه القضية من جذورها، ونحن و أهل الكويت نستبشر خيرا بجهود وزير الداخلية.
ومن السلبيات التي طغت على المشهد وكانت موجودة ولاتقل خطورة عن قضية التركيبة السكانية هي قضية المصانع والمحلات والمشاغل والمطاعم غير المرخصة والتي تعمل منذ سنوات دون رقيب أو حسيب وانكشفت خلال هذه المحنة بالاضافة إلى تلاعب أغلب المحلات والجمعيات بالأسعار، وكذلك طريقة تعيين الموظفين في بعض الجمعيات التعاونية ورأينا آلاف المخالفات التي تصدت لها وزارتا البلدية والتجارة خلال هذه الأزمة، وكذلك الأوضاع المأسوية في العمارات التي يقطنها العمال وهي غير صالحة للسكن الادمي وتفتقد لأبسط النواحي الامنية وهذه أعتقد مسؤولية البلدية، وهنا نسأل لماذا لم تتم الاستقاد حتى الآن من بعض المدن العمالية التي تم إنشاؤها وجاهزة منذ عدة سنوات و لم تستخدم مع انها جاهزة للسكن، فهل ابقاؤها خالية تنفيع لبعض المتنفذين لتأجير بيوتهم أو عماراتهم.
كشفت لنا الأزمة أن القطاع الكويتي الخاص معتمد على الضخ والمناقصات والدعم الحكومي وأنه لا يقدم للدولة أي دعم سوى القيام بالاستيراد والعرض بالأسواق وجني الأرباح، وهذا أمر وجدنا شركات حكومية تقوم به بشكل متميز مثل المواشي ومطاحن الدقيق وغيرهما، فقد كشفت الأزمة ومنذ أول شهر أن هذا القطاع غير قادر على الاستمرار بعمله، ولولا رحمة الله ووجود الجمعيات التعاونية والنظام الصحي لرأينا الهوائل، فلله الحمد والشكر لرواد الكويت ورجالاتها الذين رفضوا ووقفوا في محاولات الخصخصة للجمعيات التعاونية والمنظومة الصحية، فلولا هاتان المنظومتان لتحكم البعض في القطاع الخاص برقابنا ويمكن أن لا نجد الطعام والضروريات الاساسية التي يحتاجها الإنسان ولو كانت منظومتنا الصحية مخصخصة لما استطعنا أن نعالج أنفسنا.
وبالختام أقول الحكومة نجحت فقط في ادارة هذه الازمة بامتياز وظهرت عندنا بعض السلبيات خلال هذه الازمة، و لابد ان تتصدى لها وتعالجها الحكومة مابعد كورونا أو خلالها وحفظ الله الكويت واميرها وشعبها ومن يقيم على ارضها وأن يزيح الله عز وجل عنّا وعن العالم هذه الغمة.

تعليقات

اكتب تعليقك