د.خالد أحمد الصالح: كل إنسان وقف أمام هذه الجائحة في الصفوف الأولى معرضاً حياته وربما حياة أسرته للخطر يستحق منا كل محبة وتقدير فبمثل هؤلاء تُبنى الأمم وتتقدم الدول

زاوية الكتاب

كتب د. خالد أحمد الصالح 857 مشاهدات 0


توالت الأخبار عن إصابة متطوعين وكذلك إصابة أفراد من الجسم الطبي، بفيروس كورونا، جميعهم حاربوا ضد هذا الفيروس، ولكن الفيروس اجتاحهم وأبعدهم عن ميدان المعركة.
أغلبهم - إنْ لم يكن جميعهم - سيُشْفَون بإذن الله، ولكنهم جميعاً حملوا داخل أجسامهم شهادات تكريم منحهم إياها هذا الفيروس.
ليس كل إنسان قادراً على مواجهة الصعاب، حتى لو نال الثناء و المديح، فالروح أغلى ما يملكه الإنسان، لذا يتميز بعض بني البشر بقدراتهم على التضحية في سبيل الآخرين.
القضية التي تشغل صاحب القرار في دول العالم هو كيف نقلل من إصابة الصف الأول، لا سيما في الجسم الطبي، والسبب أن إصابتهم تعني إبعادهم عن مواجهة هذا الفيروس ولو موقتا، وبعكس الحروب العسكرية فإن الصف الأول الطبي في كورونا هم القادة، فالأطباء والممرضون والصيادلة والفنيون هم قادة العمل ويستحيل تعويضهم أو توفير بدائل لهم في حالة سقوطهم، وقد كشفت الإحصائيات أن 38 في المئة من الطاقم الطبي في الصين تأثر بهذا الفيروس و10 في المئة في إيطاليا و20 في المئة في إسبانيا، أما في الكويت فما زالت النسبة دون الواحد في المئة.
إن المحافظة على دفاع الصف الأول واجب وطني، فهم في هذه الجائحة أهم خط، وأقوى دفاع وبسقوطه يعني انكسار المقاومة وانتصار الفيروس، من أجل ذلك فإن الخطط التي وضعتها وزارة الصحة كانت فاعلة لتقليل العدد، وتحتاج هذه الخطة إلى استمرارية في التطوير والقياس والمتابعة من أجل الوصول إلى الحفاظ على خطوطنا الأولى سليمة وقوية.
إن كل إنسان وقف أمام هذه الجائحة في الصفوف الأولى معرضاً حياته وربما حياة أسرته للخطر، كل إنسان منهم يستحق منا كل محبة وتقدير فبمثل هؤلاء تُبنى الأمم وتتقدم الدول، فالتضحيات هي عنوان العطاء وصورة الوطنية، حفظهم الله جميعاً.

تعليقات

اكتب تعليقك