عبد الأمير التركي ينصح العدساني بالإسراع بتنفيذ الحكم لصالح اليحيى ‬ فوراً‮،‮ ‬وألا يذعن لمشورات،‮ ‬وفذلكة مستشاريه،‮ ‬لأن العقوبة قاسية

زاوية الكتاب

كتب 1087 مشاهدات 0




وماذا بعد‮ ‬يا رئيس الديوان؟      
عبد الأمير التركي
ماذا بعد القرار العادل الذي‮ ‬اتخذه سعادة المستشار النائب العام بإحالة الشكوى التي‮ ‬تقدم بها المحامي‮ ‬حمد الموله،‮ ‬لامتناعك عن تنفيذ الحكم الصادر من المحكمة الكلية لصالح موكله السيد عبدالعزيز اليحيى،‮ ‬يا سعادة رئيس ديوان المحاسبة؟ هل سترفض المثول أمام تحقيق النيابة العامة؟ أم انك ستنفذ حكم المحكمة الكلية،‮ ‬وتدفع كامل مرتبات ومستحقات السيد عبدالعزيز اليحيى،‮ ‬و‮ »‬يا دار ما دخلك شر‮« ‬كما‮ ‬يقول الأخوة في‮ ‬مصر الشقيقة؟
برأينا المتواضع،‮ ‬أن تسرع فوراً‮ ‬بتنفيذ الحكم،‮ ‬وألا تذعن لمشورات،‮ ‬وفذلكة مستشاريك،‮ ‬فالعقوبة قاسية،‮ ‬بعدم التنفيذ،‮ ‬ولا مجال للتملص منها‮.‬
نحن‮ ‬يا سعادة رئىس الديوان،‮ ‬كنا ولم نزل نحمل لشخصكم الكريم كل تقدير واحترام وليس بيننا وبينكم أي‮ ‬عداوة،‮ ‬أو تصفية حسابات مصلحية،‮ ‬أو شخصية،‮ ‬لا سمح الله،‮ ‬وقد كنا في‮ »‬نقطة نظام‮« ‬أول المطالبين،‮ ‬والمصرين على توليكم هذا المنصب الحساس،‮ ‬وكنا نعرف حق المعرفة،‮ ‬أن فضيحة طوارئ كهرباء‮ ‬2007،‮ ‬حدثت وفاحت رائحتها،‮ ‬وتعرت مخالفاتها وتجاوزاتها على المال العام،‮ ‬وكل ملابساتها،‮ ‬التي‮ ‬تضمنها البلاغ‮ ‬الذي‮ ‬قدمه المحامي‮ ‬الاستاذ نواف الفزيع نيابة عن موكله احسان عبدالله،‮ ‬لسعادة المستشار النائب العام،‮ ‬وقد نشرت الصحافة المحلية تفاصيله كاملة،‮ ‬كل هذا حدث من قبل توليكم منصب رئاسة الديوان،‮ ‬فلهذا نحن نجزم أن لا ذنب لكم فيما حدث،‮ ‬وكنا واثقين كل الثقة من انكم،‮ ‬ستحيلون ملف هذه الفضيحة وبكامل مستنداته للنيابة العامة،‮ ‬وتفرغت بعدها،‮ ‬لدراسة أوضاع الديوان،‮ ‬ورسم خطة اصلاحية متكاملة،‮ ‬لانتشال هذا الجهاز الحساس والخطير مما هو فيه،‮ ‬وتنقيته من بؤر الفساد،‮ ‬التي‮ ‬باتت تنخر كالسوس المدمر بكيانه،‮ ‬وعندها كنت ستجدنا إلى جانبك داعمين خطتك وقراراتك الاصلاحية بكل شراسة،‮ ‬لكنك‮ ‬يا سعادة رئىس الديوان،‮ ‬استسلمت إلى من التف حولك،‮ ‬وبالذات‮ »‬الثلاثة المزايين‮« ‬ومن‮ ‬يدور في‮ ‬فلكهم،‮ ‬فصّدقت ما سمعته منهم،‮ ‬وبدلاً‮ ‬من ان تستمع للطرف الآخر من القياديين،‮ ‬فقد تعاملت مع القضية الفضيحة بغير المتوقع من سعادتكم،‮ ‬وافترضت عداوتنا لشخصكم الكريم،‮ ‬بينما كل ما تعرضنا له عبر‮ »‬نقطة نظامنا‮« ‬كان‮ ‬يصب في‮ ‬صالحك‮. ‬فلهذا نحن لم نفقد الأمل بك،‮ ‬كما اننا واثقون من انكم ستنفذون حكم المحكمة الكلية المشمول بالنفاذ المعجل،‮ ‬ولا مجال لعدم تنفيذه،‮ ‬ولن نرضى،‮ ‬ولا نتمنى لكم تحمل نتائج عدم التنفيذ‮.‬
كما أننا ننصح بإلغاء دعوة اجتماع اللجنة العليا بديوان المحاسبة،‮ ‬كما نمى إلى علمنا،‮ ‬وعلمنا أيضاً‮ ‬انه لم‮ ‬يرفق جدول أعمال الاجتماع مع الدعوة ـ وهذه سابقة لم تحدث من قبل،‮ ‬طوال تاريخ ديوان المحاسبة‮ - ‬كما نمى إلى علمنا ان هناك نية تفوح منها رائحة عدم حسن النية من وراء عقد هذا الاجتماع المزمع عقده وهي‮ ‬عزل الموظفين الشرفاء من وظائفهم فلهذا باعتقادنا ان هذا الاجتماع سوف لن‮ ‬يحقق الهدف المرجو منه ولن‮ ‬يؤتي‮ ‬بالثمار التي‮ ‬يشتهيها البعض،‮ ‬نقول هذا‮ ‬يا سعادة الرئيس،‮ ‬انطلاقاً‮ ‬من إيماننا الراسخ بأعضاء اللجنة العليا من ممثلي‮ ‬الحكومة وممثلي‮ ‬مجلس الأمة،‮ ‬فنحن من خلال معرفتنا الوثيقة بهؤلاء الرجال الأفاضل،‮ ‬وبمواقفهم الوطنية،‮ ‬الراسخة بضمائرهم الحية،‮ ‬سوف لن‮ ‬يقبلوا بقطع ارزاق مواطنين شرفاء قاموا بتأدية واجبهم الوظيفي‮ ‬بكل نزاهة وشرف،‮ ‬من دون أي‮ ‬تهمة مخلة بالشرف،‮ ‬أو بالمال العام،‮ ‬ولن‮ ‬يعرضوا نزاهة تاريخهم الطويل في‮ ‬العمل بالمراكز القيادية العليا بالسلطة التنفيذية،‮ ‬ولا بتعاطيهم العمل السياسي،‮ ‬والرقابي‮ ‬من خلال مواقعهم القيادية بالسلطة‮ ‬التشريعية،‮ ‬ونحن واثقون من انهم سوف لن‮ ‬يحكموا الا بالعدل،‮ ‬ولن‮ ‬يتخذوا أي‮ ‬اجراء‮ ‬يساهم بالتجني‮ ‬والظلم،‮ ‬فهم دعاة عدل،‮ ‬ويؤمنون بمبدأ إعطاء كل ذي‮ ‬حق حقه،‮ ‬وديدنهم مخافة الله،‮ ‬وهنا نود ان نتساءل‮ ‬يا سعادة رئيس الديوان‮: ‬لو ان كل موظف في‮ ‬الدولة،‮ ‬اتخذ بحقه قرار تعسفي‮ ‬يقضي‮ ‬بعزله من وظيفته،‮ ‬ولجأ إلى المحكمة الإدارية،‮ ‬وأنصفته بالحق والعدل بحكم‮ ‬يعيده إلى وظيفته،‮ ‬فهل‮ ‬يحق للجهة التي‮ ‬يعمل لديها بعد ان تعيده الى وظيفته تنفيذا للحكم الصادر لصالحه،‮ ‬ان تتخذ بعد فترة قراراً‮ ‬بفصله؟ أليس هذا التفافاً‮ ‬على الحكم،‮ ‬وعلى تنفيذه؟ فما الداعي‮ ‬اذن لوجود المحكمة الإدارية،‮ ‬وما الداعي‮ ‬للجوء اليها؟ فلهذا نحن ندعو سعادتكم إلغاء اجتماع اللجنة العليا،‮ ‬ودعوتنا هذه هي‮ ‬من باب العدل،‮ ‬وعدم الظلم والتجني،‮ ‬وليست من باب التوسل والرجاء،‮ ‬وعسى ان‮ ‬يكون موقفكم المقبل باذن الله بداية ابتعاد عن اهل السوء،‮ ‬وبداية خير وتفاهم بينكم وبين أهل الديوان من أجل احقاق الحق،‮ ‬ومن اجل ترسيخ مفاهيم العدالة في‮ ‬هذا الوطن الجريح‮! ‬ونذكركم بقول الله تعالى في‮ ‬محكم كتابه‮ <‬إِلاَّ‮ ‬الَّذِينَ‮ ‬آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ‮ ‬وَذَكَرُوا اللَّهَ‮ ‬كَثِيراً‮ ‬وَانتَصَرُوا مِنْ‮ ‬بَعْدِ‮ ‬مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ‮ ‬الَّذِينَ‮ ‬ظَلَمُوا أَيَّ‮ ‬مُنقَلَبٍ‮ ‬يَنقَلِبُونَ‮> ‬صدق الله العظيم‮.‬
 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك