مبارك فهد الدويلة يدعو إلى الحذر فى تناولنا لموضوع العلاقات مع دول الجوار حتى لا نخطئ تقدير وضعنا الجغرافي الغريب العجيب
زاوية الكتابكتب يونيو 17, 2009, منتصف الليل 609 مشاهدات 0
استقرار دول الجوار.. استقرار لنا
مبارك فهد الدويلة
بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الأخيرة في ايران.. نجح من نجح وخسر من خسر الا ان المهم هو أن نكون واعين لتداعيات هذه الانتخابات وما آلت إليه النتيجة وما ستسفر عنه من اضطرابات وقلاقل داخل المجتمع الايراني ستؤثر حتما على دول المنطقة في اتجاهات مختلفة.
لقد كان قدرنا في الكويت أن نكون في مثلث التوتر، فمن جهة الشمال العراق بؤرة الاضطراب في الشرق الأوسط، وفي الشرق ايران تلك الدول الكبرى ذات التناقضات العجيبة وامتداداتها الاخطبوطية في الخليج، وفي الجنوب المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، والتي ظاهرها الهدوء وباطنها على طفيح ساخن لولا حكمة ولاة الأمر هناك لانفجر.
لذلك لابد من الحذر عند تناولنا لموضوع العلاقات مع دول الجوار حتى لا نخطئ تقدير وضعنا الجغرافي الغريب العجيب، فيظن البعض ان الكويت لديها من القدرات ما يمكنها من التعامل مع أي تطور على الحدود أو أن علاقة الكويت بالدول العظمى ستضمن لها الأمن والاستقرار على اراضيها، بل قد يعتقد هذا البعض ان الديموقراطية التي نمارسها اليوم في حياتنا السياسية خير رادع لأي اعتداء سياسي أو اعلامي على الكويت.
هذا البعض مع الاسف نسي أو تناسى بعض الأمور التي حدثت ولابد من اعتبارها عند تقييم الوضع السياسي في الخليج وأهمها:
- ان معظم دول المنطقة بما فيها العراق وباستثناء ايران لديها اتفاقيات امنية مع الدول العظمى وبالأخص أميركا.
- ان مصلحة الدول الغربية في عام 1991 كانت بتحرير الكويت ودحر الجيش العراقي وزعزعة الوضع فيه ابان حكم الطاغية، لكن مصلحة هذه الدول في 2009 هو باستقرار العراق ووجود نظام قوي ومستقر لمواجهة ايران وغيرها عند الحاجة.
- ان الديموقراطية وممارستها تنفع من يطبقها لا من يراقبها، وان التاريخ اثبت انها لم تعد عاملاً كافيا للأمن، حيث ان الدول الغربية اصبحت تكيل بمكيالين وفقا لمصالحها، فايران واسرائيل وتركيا كلها تمارس الديموقراطية، لكن لكل منها سياسة تعامل تختلف عن غيرها وفقا لمصالح الدول الغربية.
الخلاصة: ان على ابناء الكويت من سياسيين وكتاب واعلاميين ان يدركوا طبيعة الواقع السياسي للمنطقة وان يعلموا ان مصلحة الكويت هي بإيجاد علاقات سياسية جيدة مع كل دول المنطقة دون استثناء وان استقرار الكويت هو من استقرار هذه الدول وأي زعزعة لأي دولة هو عدم استقرار لنا هنا في بلدنا الصغير.
والله المستعان
تعليقات